الجزائر

فتاوى شرعية الحج.. واجب على الفور أم يجوز تأجيله؟


ما حكم الدِّين فيمن أتيحت له الفرصة أكثر من مرة ليحُج لكنه تقاعس عن ذلك متعمداً، هل يأثم لهذا التأخير في أداء الفريضة؟ الحج مفروض على المستطيع كما قال الله تعالى، وكما قال النبي (ص)، وهو واجب في العمر كله مرة واحدة بإجماع العلماء، ولحديث البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي ص لما أمر الناس بالحج سُئل أفي كل عام فقال: “لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم”، ولكن هل إذا توافَرَت أسباب الاستطاعة وجب على الفور أداء الحج أم يجوز تأجيله إلى عام آخر؟قال جمهور العلماء: الوجوب على الفور، ويأثم مَن أخَّره إلى عام آخر، بحيث إذا مات حُوسِبَ عليه إن لم يَغْفِرِ اللَّهُ له، ودليلُهم في ذلك حديث أحمد وابن ماجه والبيهقي: “مَن أراد الحج فليُعَجِّل فإنه قد يَمْرض المريض وتَضِلُّ الراحلة وتكون الحاجة”، وفي رواية: “تعجَّلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له”.لكن الإمام الشافعي قال: إن وجوب الحج على التراخي، بمعنى أنه لو أخَّره مع الاستطاعة لا يأثم بالتأخير متى أداه قبل الوفاة، ودليله أن الرسول ص أخَّر الحج إلى السنة العاشرة، وكان معه أزواجه وكثير من أصحابه، مع أنه فُرض في السنة السادسة من الهجرة، فلو كان واجبًا على الفور ما أخَّره. وقال الشافعي: ومع ذلك، فالأفضل التعجيل بناءً على الأحاديث المذكورة التي حَمَلَها على الندب لا على الوجوب، ويُضم إليها حديث رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي، أن النبي ص قال: “يقول الله عز وجل: إن عبدًا صَحَّحْتُ له جسمه ووَسَّعْتُ عليه في المعيشة تَمْضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم”. وقول الله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}  (آل عمران 97).
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)