الجزائر

غزّة.. فضاء مفتوح لليأس والموت



أعلن المرصد الأورومتوسطي أنّ نحو 4% من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا في عداد الشهداء أو المفقودين أو الجرحى، جراء القصف الجوي والمدفعي الصهيوني على القطاع.وأفاد المرصد بأنّ أكثر من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق سكنهم في القطاع دون توفر أي ملجأ آمن لهم، وكان منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث حذر أمس الأول من أن قطاع غزة لم يعد مكانا صالحا للعيش، بعد أن دمره القصف الصهيوني الكثيف.
وجدّد غريفيث، في بيان ألقته متحدثة باسم الأمم المتحدة، المطالبة بإنهاء فوري للنزاع في قطاع غزة. وقال في البيان "بعد 3 أشهر من هجمات 7 أكتوبر الفظيعة، باتت غزة مكانا للموت واليأس"، و«يواجه سكانها تهديدات يومية على مرأى من العالم".
الأجيال لن تنسى 90 يوما من الجحيم
أضاف غريفيث "حان الوقت ليفي الأطراف بكل التزاماتهم بموجب القانون الدولي، ويشمل ذلك حماية المدنيين وتلبية حاجاتهم الأساسية والإفراج فورا عن جميع الأسرى".
وتابع: "نواصل المطالبة بإنهاء فوري للنزاع، ليس من أجل سكان غزة وجيرانها المهددين فحسب، بل من أجل الأجيال المقبلة التي لن تنسى أبداً تسعين يوماً من الجحيم والهجمات على المبادئ الإنسانية الأساسية".
كارثة صحية ومجاعة وشيكة
حذّر غريفيث من أنّ "كارثة صحية عامة تتكشف فصولها في غزة، حيث تنتشر الأمراض المعدية في الملاجئ المكتظة مع تسرب مياه الصرف الصحي"، وأضاف: "تلد حوالي 180 امرأة فلسطينية يوميا في خضم هذه الفوضى، ويواجه الناس أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق، والمجاعة وشيكة".
كما أوضح أنّ المناطق التي طُلب من المدنيين الانتقال إليها في غزة حفاظا على سلامتهم تتعرض للقصف، لافتا إلى أنّ غزة "أصبحت - ببساطة - مكانا غير صالح للسكن، ويشهد أهلها تهديدات وجودية بصورة يومية، بينما يراقب العالم ذلك".
عائلات تنام في العراء
أشار المسؤول الأممي إلى أنّ "العائلات تنام في العراء مع انخفاض درجات الحرارة"، فيما اختتم بيانه بالقول إنّ "الأحداث في غزة أظهرت لنا أسوأ ما في الإنسانية.. لقد رأينا كيف أن العنف لا يمكنه أن يحل الخلافات بل يؤجّج المشاعر ويُنشئ أجيالا جديدة من الخطر وانعدام الأمن".
"يونيسف" تدق ناقوس الخطر
من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن "اشتداد الحرب وسوء التغذية والأمراض في قطاع غزة تحدث حلقة مميتة تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل".
جاء ذلك في بيان للمديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، نشرته المنظمة الأممية على حسابها الإلكتروني. وقالت إن "الأطفال في غزة عالقون في كابوس يزداد سوءا مع مرور كل يوم".
وأضافت: "ما يزال الأطفال والعائلات في قطاع غزة يتعرضون للقتل والإصابة نتيجة الحرب، كما أن حياتهم معرضة للخطر المتزايد بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها، إلى جانب نقص الغذاء والماء".
وشدّدت المسؤولة الأممية على "ضرورة حماية جميع الأطفال والمدنيين من العنف، وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات والإمدادات الأساسية"، وحذّرت من أن "حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً خلال أسبوع واحد فقط بدءاً من 17 ديسمبر، أي ما يعادل 3 آلاف و200 حالة إسهال جديدة يومياً".
واعتبرت راسل الزيادة الكبيرة في حالات الإسهال في مثل هذا الإطار الزمني القصير "مؤشرا قويا على أن صحة الأطفال في قطاع غزة تتدهور بسرعة"، وأوضحت أنه "قبل تصاعد الأعمال القتالية، تم تسجيل ما متوسطه ألفا حالة إسهال شهريا بين الأطفال دون سن الخامسة، ما يمثل هذا الصعود الأخير زيادة صادمة تبلغ حوالي 2000 في المائة".
تبعات نفسية خطيرة على الأطفال
في السياق، حذّر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" من التبعات والمخاطر النفسية المستقبلية على الأطفال في قطاع غزة نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل.
وأوضح مركز "شمس"، أن العدوان الصهيوني "ينعكس على الأطفال بآثار وصدمات نفسية جسيمة على صحتهم النفسية والإدراكية والسلوكية والاجتماعية سواء أكان ذلك في الوقت الحالي أو على المديين المتوسط أو البعيد".
وأشار إلى أنّ تلك الصدمات والآثار النفسية على الأطفال "تتمثل في عدد من الأعراض أهمها: التوتر والقلق الشديدان، والخوف من الموت أو الإصابة أو فقدان أفراد العائلة ومشاكل في النوم والكوابيس والأحلام المزعجة والمخيفة بسبب الذكريات والمشاهد المؤلمة التي يتعرض لها الأطفال والتبول اللاإرادي والحزن الشديد وحالات الاكتئاب والغضب الشديد وسرعة الانفعال، وهذا ناتج عن استخدام الاحتلال للقوة المفرطة والعشوائي والإعدامات وما ينتج عنها من مشاهد تبقى عالقة في الأذهان".
وتابع البيان أنّ "استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة أدى إلى صدمات نفسية كبيرة لدى الأطفال، إذ يصابون بنوبات من الفزع والهلع عند حدوث الانفجارات الليلية" مستشهدا بتقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في رصد ارتفاع معدلات الإصابة بالصدمات النفسية للأطفال في قطاع غزّة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)