الجزائر

غزال وزيرا للخارجية ! كاري culture



وأنا أتابع خيبة المنتخب الجزائري أمام نظيره الطوغولي، ليلة أول أمس، أشفقت - بأثر رجعي - على اللاعب الجزائري الدولي عبد القادر غزال، الذي تحول اسمه في السنتين الأخيرتين إلى مصدر تنكيت، بعد أن احتكر اسمه مرادفات الفشل وتضييع الأهداف والعقم الهجومي.
تأكدت، أمس، أن جميع الجزائريين بمنتخبهم ومؤسسات دولتهم أيضا، ليسوا خيرا من غزال، فأغلبهم يحسنون كل شيء إلاّ تسجيل الأهداف في الوقت المناسب. والطامة الكبرى أنهم حتى وإن سجلوا أهدافا محققة في مرمى ما، لا يحسنون حتى الحفاظ على قيمتها، كيف لا ؟ ووزير خارجية هذا البلد المصون، يخرج إلى ميدان خارجي، ليلعب لعبته الدبلوماسية في الوقت الضائع، وعوض أن يثمن هدف مؤسسة بلده العسكرية الذي نجحت في إحرازه بثقة كبيرة في تيڤنتورين، ها هو يشكك في صحته أمام وكالة ”الأسوسيايشين بريس الأمريكية” !!
هذا ما كان ينقصنا يا كابتن مدلسي ؟؟ تصرفك هذا، يجعلنا نتساءل للمرة الألف إذا كنت لا تحسن اللعب الدبلوماسي وكفاءتك التسجيلية في مرمى غير الجزائريين تشبه كفاءة غزال في التسجيل للمنتخب الجزائري، وإذا كان مفهومك لمعنى تسجيل الأهداف يقتصر على تسجيلها في مرمى بلدك، لماذا لا تزال لاعبا أساسيا في منتخب حكومة هذا البلد ؟؟
***
على ذكر الأهداف.. تذكرت في هذا المقام حادثة تناقلتها وسائل الإعلام العربية قبل سنة مفادها أنه في أحد اللقاءات الشبابية بين طلاب جامعة القاهرة وطلاب جامعة أمريكية، بعد أشهر من سقوط نظام مبارك، وفي خضم نشوة المصريين ب”ثورتهم”، سأل الطلاب الأمريكان نظراءهم المصريين عن ”أهدافهم في هذه الحياة باعتبارهم شبابا مقبلين عليها بعد ثورة”؟ وكان جواب الطلبة المصريين منسجما مع الكلمات التالية:
(أحلم بالتخرج والتوظيف والزواج وشراء سيارة ومنزل..)
استغرب الشباب الأمريكي من هذه الإجابة ”الغريبة” واضطروا إلى تغيير سؤالهم إلى النحو التالي:
”نحن لم نطلب منكم ذكر حقوقكم في هذه الحياة؛ بل طلبنا منكم ذكر أحلامكم وأهدافكم فيها !!”
هكذا إذن؛ ينظر المواطن العربي المطحون، إلى أفق حياته، مصنفا حقوقه الموضوعية فيها (الوظيفة، السكن، السيارة..) في خانة الأحلام !!
عندما يعتبر الشاب في بلد متحضّر؛ حقوقه في السكن المحترم والوظيفة اللائقة، وسائل لتحقيق أحلامه/غايته في هذه الحياة، في الوقت الذي يعتبرها الشاب العربي غاية في حدّ ذاتها، لا تنتظر أهدافا كثيرة من هذا الشباب المغبون.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)