الجزائر

عودة الصيد الفوضوي إلى سواحل ولاية سكيكدة



عودة الصيد الفوضوي إلى سواحل ولاية سكيكدة
عاد الصيد الفوضوي لسواحل ولاية سكيكدة هذه الصائفة بقوة وبرزت معالمه أمس عندما تدفقت إلى محلات بيع السمك في المدن الكبري للولاية كميات هائلة من أسماك السردين الصغيرة الحجم والموجودة في مرحلة النمو والتكاثر الطبيعي وبيعت في الأسواق وفي المحلات بسعر زهيد لأول مرة منذ عدة سنوات بلغ المائة دينار للكيلوغرام الواحد.وواضح أن عرض هذه الكميات في هذا الوقت بالذات يتعارض مع قوانين الصيد البحري ومع الاجراءات المعمول بها والسارية المفعول منذ سنوات والتي تمنع الصيد خلال فترة الراحة البيولوجية وتشدد على ضرورة الامتناع عن صيد الأسماك الصغيرة التي تكون في حالة النمو البيولوجي العادي ولكن الصيد الفوضوي يأخذ طريقه كل سنة للهدف الذي يبتغيه غير آبه بهذه القوانين والإجراءات، وهو ما انعكس سلبا على تناقص الثروة السمكية وبخاصة سمك السردين المطلوب بقوة من طرف المستهلكين والذي كان يوصف بلحم الفقير ولم يعد كذلك في الوقت الحاضر.وتطالب عدة جمعيات محلية ووطنية ناشطة في المجال البحري ومنها اللجنة الولائية للصيادين واللجنة الوطنية للصيد البحري من السلطات المؤهلة والمختصة اقليميا التدخل لفرض القوانين والإجراءات المتعلقة بمكافحة محاولات خرق فترة الراحة البيولوجية والقفز عليها إلا أن الصيادين لا يعيرون أدنى اهتمام لهذه النداءات ويعتبرونها بالونات هوائية لا تلبث أن تنتهي عند محيط أصحابها وحتى من يطلقونها لأنهم بكل بساطة مجبرون على تأمين قوت يومهم وملزمون كذلك بتسديد مستحقات التأمين الاجتماعي وحقوق الصيد وتكاليف الرول أو الغرامة الناتجة عن مزاولة المهنة. وتشير جهات مختصة في الصيد البحري ذات كفاءة علمية وتقنية لا يرقى إليها الشك أن الاستمرار في ممارسة هذا النشاط الخارج عن الإطار الزمني المحدد للمهنة يلحق دون شك أضرارا جسيمة بالثروة السمكية ولا يترك لها الوقت الكافي لتتكاثر وتنمو في ظروف عادية وفي مناخ بيولوجي وفيزيائي ملائم وتعيد الاحتياطات السمكية إلى الخلف بأضعاف ما كانت عليه في السابق. ويتزامن الصيد الفوضوي وغير المنظم مع تزايد ظاهرة التلوث البحري الذي يهدد الثروة السمكية منذ مدة طويلة والأخذ في الاتساع، ولا سيما ذلك الناجم عن رمي النفايات البتروكيماوية في سواحل منطقة العربي بن مهيدي من طرف وحدات المنطقة الصناعية التابعة لسوناطراك مثل مركب المواد البلاستيكية ومركب تمييع الغاز الطبيعي ومركب إنتاج الطاقة الكهربائية وغيره كما تزال ظاهرة تدفق مياه الصرف الصحي متواصلة في سواحل سكيكدة والقل والمرسي، وهي المناطق الساحلية ذات الإنتاج الكبير للأسماك ولم تستطع الجماعات المحلية والبلديات الساحلية ايجاد الحلول المناسبة والسريعة لها رغم ما توفره الدولة من امكانيات مادية ومالية سواء في إطار المخططات القطاعية أو في إطار مخططات التنمية للبلديات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)