عودة الرسول عليه السلام 5 / دم وبوس

ران على القمة العربية الإستثنائية جو غير مسبوق وكان شغلهم الشاغل تجاوز هذه المحنة التي قضت مضاجع ملوك وأمراء وزعماء العرب، لكن وكالعادة دبّ خلاف بين القادة العرب تجاه الخطة الواجب اتخاذها بالنسبة لهذه العودة غير المتوقعة للرسول (ص) لقد إقترح معظم الزعماء العرب بذل الجهد الأقصى للقبض على الرسول (ص) ومرافقيه، لكن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقف على المنصة وطالب بصوت شبه مبحوح الحكام بعدم التسرع والتريث في اتخاذ أي قرار قبل التبين من صحة الخبر أو من صحة الشخص، لكن أمير قطر رد على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بفظاضة ونوع من التعالي ''لا·· لا يا سيادة الرئيس··· لسنا مستعدين لإضاعة المزيد من الوقت حتى نتبين ما يريده هذا الرجل الغريب مدعي النبوة والذي حسب معلوماتنا جاء ضمن خطة خطيرة ومشبوهة تسعى لوقف ديناميكية هذه الحركة التاريخية المباركة لشعوب أمتنا العربية، وما هذه الحركة المباركة إلا الثورة العربية التي كانت بفضل أخي ملك السعودية وأنا وصديقينا أوباما وساركوزي·· لكن الرئيس بوتفليقة حاول مقاطعته قائلا ''إلعن الشيطان، يا أخي وعزيزي حمد بن جاسم إنني هنا لا لأتكلم باسمي الشخصي بل باسم دماء المليون ونصف شهيد، وأكثر نحن اليوم لا نناقش ما تصفونه بالثورة العربية بل نريد أن نضع اليد في اليد من أجل التبين من صحة الشخص العائد··· ألا تعلم يا أخي وعزيزي حمد بن جاسم أننا على أبواب العام 14 وفي هذا العام ستعيش بلادي الحبيبة انتخابات لا مثيل لها، والعام 14 كما تعلمون هو مرادف للقرن ال 14 وفي القرن 14 كما قال من سبقنا كل الأهوال والأحداث ممكن أن تقع، ومن منكم قادر أن يثبت لنا العكس بأن العائد ليس برسول الله عليه الصلاة والسلام فليثبتوا ذلك بالحجة، أما إن كان هذا العائد هو فعلا رسول الله كما علمت من ذلك من طرف أصدقائنا الروس، فأنا أقول لكم يا إخواتي ماذا بقي من معنى من وجودنا نحن على رأس شعوبنا العربية والمسلمة، بربكم يا إخوتي هل من حقنا، ما عاذ الله، أن نزايد على الرسول (ص) بالإسلام، إن هذا لعمري عين الجنون والتهور والانتحار·· ألا تعلمون أننا ما إذا ركبنا رؤوسنا كزعماء وقررنا القبض على رسول الله (ص) ماذا سيكون مصيرنا، إنه لبئس المصير، إنه الموت العنيف والقتل الشنيع على يد شعوبنا ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني تكلمت، اللهم إني نصحت·· وفي تلك اللحظة وقف بشار الأسد ويداه ملطختان بالدم وهو يصرخ مستنجدا ''بالرغم أنكم إنقلبتم عليّ أيما منقلب، فأنا أكشف عن حسن نيتي وحبي لكم وتضامني معكم خاصة أنت أيها الصديق المنقلب الذي كنت تحبني حبا جما وزوجتك موزا تحب زوجتي حبا جما، وهاأنذا أمامكم أعلن دون لفّ أو دوران تضامني معكم لكن بشرط أن تقفوا إلى جنبي أمام تلك الجماعات الإرهابية المسلحة··· أنا بشار الأسد حفيد أبي سفيان وحفيد معاوية وحفيد إبن معاوية قاتل الحسين بن علي وحفيد سلالة من انتصروا على خصمكم في معركة أحد·· ألم أقل لكم إن من يريدون حرق الشام وإثارة الفتنة الطائفية فيها هم أيضا من مدعي النبوة الجديدة، لكن حتى وإن كان لهؤلاء من القوة والنفوذ الإفتراضيين ما لهم، فنحن على أرض الواقع أقوى·· ولحظتها تعالت الصحيات والتصفيقات والتنهيدات ونهض أمير قطر وكرشه متدلية أمامه رفقة ملك السعودية وأمير الكويت ومشير مصر وحاكم ليبيا المؤقت وملك المغرب حيث فتحوا أحضانهم وراح بشار يرتمي من حضن إلى آخر ويداه ملطختان بالدم وهو يبكي وينوح وهم يربتون بأيديهم على كتفه حينا ويطبعون على خديه البوس والقبلات أحيانا أخرى···