الجزائر

عودة التلاميذ إلى الامتحانات تحت حراسة أمنية مشددة أفراد الدرك طوّقوا ثانوية بوسفر في وهران منذ الصباح



عودة التلاميذ إلى الامتحانات تحت حراسة أمنية مشددة                                    أفراد الدرك طوّقوا ثانوية بوسفر في وهران منذ الصباح
عاد تلاميذ ثانوية بن اعمر سعيد ببوسفر في وهران، صباح أمس، إلى جو الامتحانات بعد يومين من الانقطاع عن مؤسستهم، إثر اقتحامها من قبل مشاغبين غاضبين من نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة، في وقت استنكر نقابيون وأولياء، المساس بحرمة مؤسسة تربوية.
وكانت إدارة الثانوية علّقت إعلانا، أول أمس، تدعو فيه التلاميذ إلى العودة لمقاعد الدراسة لإجراء الامتحانات المقررة حسب الرزنامة المحددة من قبلها، ما دفع المعنيين بامتحان أمس الذي كان في مادة الرياضيات، إلى التنقل لثانويتهم رفقة أوليائهم والخوف يسيطر عليهم، لأنهم مازالوا تحت وقع الصدمة، بعد رؤيتهم ملثمين بأسلحة بيضاء خطيرة يقتحمون أقسامهم وهم مركزون على أسئلة أول اختبار لهم. وقبل وصولهم إلى الثانوية، كان أفراد الدرك الوطني قد طوّقوا محيطها لتوفير الحماية الأمنية لهم وبثّ الارتياح في نفوسهم، لإجراء امتحانهم في ظروف نفسية مطمئنة، وبقي الدركيون أمام المؤسسة إلى أن أنهى الممتحنون اختبارهم وغادروا إلى منازلهم. وبعد الزوال، بقيت الثانوية دون حراسة أمنية، لأن التلاميذ في راحة مساء الثلاثاء.
وما لاحظته ''الخبر'' زوالا، أن عناصر الدرك الوطني كانوا متواجدين قرب بلدية بوسفر فقط أو على مستوى الطريق المؤدي للكورنيش الأعلى، في حين لم تتسرب أي معلومات بخصوص توقيفات لعناصر مشاغبة. ورغم عودة التلاميذ لإجراء امتحاناتهم بثانوية بن اعمر سعيد ببوسفر، إلا أن أولياءهم الذين نددوا بهذه السلوكات، أكدوا أن فلذات أكبادهم فقدوا تركيزهم في المراجعة بمن فيهم المجتهدون، ما أثار مخاوفهم من تأثير ما حدث على نتائج الفصل الأول. وكما ذكر أحدهم، فإن تلاميذ المؤسسة ضحية الاعتداء، يحتاجون إلى رعاية نفسية من قبل مختصين لإخراجهم من الكابوس الذي يعيشون فيه.
وفي سياق حديثهم عن ما حدث، استنكر الأولياء اتخاذ أبنائهم ومؤسستهم التربوية مطية لحسابات ومصالح حزبية ضيقة، متسائلين في الوقت ذاته، ''ما دخْل ثانوية في نتائج انتخابات محلية، وما ذنب التلاميذ في كل هذا ليعيشوا وسط أجواء من الرعب والهلع ويحرموا من الدراسة؟ وما الهدف من اقتحام ثانوية لا علاقة لها بالسياسة؟''، مع العلم أن خوفهم على أبنائهم وبناتهم مازال قائما، وعلى حد تعبير بعضهم، فإن ذلك سبّب لهم عقدة نفسية.
من جهته، استنكر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، على لسان مسؤول الإعلام بالمكتب الولائي بوهران، قدور باي بلخير، الاعتداء الذي تعرضت له ثانوية بوسفر، داعيا إلى إبعاد المؤسسات التربوية والتلاميذ عن الحسابات السياسية. كما نوّه بأن ظاهرة اقتحام الثانويات من قبل غرباء، تفشت بولاية وهران في غياب الأمن.
وأمام هذه الأوضاع المزرية، تجمع، مساء أمس، عدد هائل من سكان بوسفر أمام مقر دائرة عين الترك التي تنقلوا إليها عبر حافلات، للمطالبة بإيجاد حل للفوضى التي تعيشها بلديتهم. ومحاولة منه لتهدئة النفوس، استقبل رئيس الدائرة أعوان بوسفر للتفاوض معهم ومحاولة التوصل إلى حلول مرضية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)