الجزائر

عوامـل تلف المخطوط وطـرق الحمايـة منـها



1- العـوامـل الكيميائيـة :

يحتوي الهواء على العديد من الغازات والتي تعتبر عدو للمخطوطات ،وهذه الغازات نتيجة التلوث البيئي ، ومن بين هذه الملوثات :

- غاز ثاني أكسيد الكبريت : هذا الغاز مع وجود الماء الممتص من رطوبة الجو ،يتحول بعد تأكسده إلى حمض الكبريت الذي يؤدي إلى إرتفاع حموضة الأوراق فيجعلها هشة قابلة للتكسر والتفتت.



- غاز كبريت الهيدروجين : هذا الغاز نتيجة النشاط الصناعي والبيولوجي و خطورته أقل ،بحيث يتفاعل مع الفلزات العناصر الداخلة في زخارف بعض المخطوطات ما عدا الذهب ،مشكلاً بقع سوداء على هذه الزخارف .

- غاز النشادر : يتكون نتيجة لإفرازات الإنسان ،وبوجود ثاني أكسيد الكبريت بالهواء فإن غاز النشادر يمتص بوساطة الجلد والقماش والورق ،فيقلل حموضة هذه المواد ، لتكوين ملح سلفات الأمونيوم الذي يظهر على شكل ترسبات ملحية على سطح هذه المـــــــواد .

- الأدخنة : وهي عبارة عن نواتج الإحتراق غير الكامل لكل مادة ، وتأتي خطورتها من سرعة انتشارها وصعوبة التحكم فيه ،حيث تتخلل رفوف المخازن وأوراق المخطوطات ،ويرسب ما بها من مواد عالقة فوق الصفحات مسببة تبقعها وحدوث تفاعلات غير مرغوب فيها مع صفحات المخطوط.

- الغبار والأتربة : وهي حبيبات صغيرة يحملها الهواء في صورة غبار أو رماد خفيف ،فتلتصق على جلود المخطوطات وتنتشر بين الصفحات ،الحاملة معها جراثيم الفطريات وبويضات الحشرات التي سرعان ما تنمو إذا ما توافرت الحرارة والرطوبة اللازمة لنموها. بالإضافة إلى احتواء هذه الأتربة على أثار من العناصر المعدنية كالحديد الذي يلعب دوراً في انتشار البقع الكيميائية الصفراء والبنية على صفحات المخطوط ،وذلك بتأكسده عند توفر الرطوبة اللازمة.

*طرق الحماية من العوامل الكيميائية :-

- النظافة الدورية للمخازن باستعمال ماكينات شفط ذرات الأتربة وما يتعلق بها من مواد ضارة .

- إمرار الهواء إلى مخازن المخطوطات من خلال مرشحات كربونية أو مائية ،تحتوي على محاليل قلوية للتخلص التام من ثاني أكسيد الكبريت.

- منع التدخين داخل المخازن وقاعات القراءة والمطالعة.



2- العـوامـل الطبيعيـة :

وتشمل التغيرات المناخية المتمثلة في درجة الحرارة ،ونسبة الرطوبة ، والإضاءة. وتلعب هذه العوامل دوراً في تلف المخطوطات.

* الرطوبة والحرارة : وهما عاملان مترابطان ، فالتغيير في درجة الحرارة يتبعه تغيير في نسبة الرطوبة ،لذلك يصعب الفصل بينهما.

فارتفاع نسبة الرطوبة يؤدي إلى :

- انتفاخ الألياف السيللوزية مسببة تشوه في شكل المخطوط وضعف أوراقه.

- تكوين البقع الترابية المائية نتيجة ترسب الأتربة على صفحات المخطوط.

- تكوين الحموضة في الأوراق نتيجة تحويل غاز ثاني أكسيد الكبريت إلى حمض الكبريت ،وتكوين بقع

صفراء وبنية نتيجة تأكسد الحديد الموجود في الغبار والأتربة.

- تساعد على نمو الفطريات والبكتريا.

- تساعد على نمو الحشرات وتكاثرها.

- تعمل على تجعد جلود المخطوطات خاصة إذا تلاه ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.

*ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى :

- تسهيل التفاعلات الكيميائية المتلفة للجلود و الأوراق مثل التلوث الهوائي.

- يفقد المخطوط محتواه المائي وتصاب الأوراق بالجفاف والاصفرار وسهولة الكسر.

- نمو بعض الكائنات الدقيقة التي تتكاثر أثناء ارتفاع درجة الحرارة.

- حدوث تقادم صناعي للمخطوط ،أي يؤدي إلى سرعة تدهوره فيدركه الهرم قبل سن الشيخوخة.

*الضوء : وهو من بين العوامل التي تلعب دوراً في إتلاف المخطوطات لكن بدرجة اقل من تأثير الملوثات الغازية أو التغيرات الحرارية.

ويظهر أثر الضوء في المخطوط في جانبين :

- جانب غير مباشر : بوصفه مصدراً حرارياً يساعد على ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي يساعد على ظهور الأعراض التي تسببها الحرارة المرتفعة.

- جانب مباشر : ويظهر تأثيره في ثلاث نقاط وهي :

أ- الأكسدة الضوئية : ظهور بقع صفراء و بنية في أماكن التعـرض للضوء نتيجة تفاعله مع شوائب الورق كمادة اللجنين.

ب- الأشعة البنفسجية و الفوق البنفسجية التي تؤدي إلى اضمحلال لون الأحبار الحديدية و الصبغية.



ج- يساعد الضوء على تكسير جزيئات السيللوز بتفاعله كيميائياً مع شوائب الورق كالأحماض و اللجنين و الأصماغ وبالتالي يؤدي إلى ضعف الأوراق.

* طرق الحماية من العوامل الطبيعية :

- التحكم في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة (درجة الحرارة 18-20° ،نسبة الرطوبة 55-60 (%.

- استخدام أجهزة رفع الرطوبة في حالة الجو الجاف.

- استخدام بعض المواد الكيميائية التي لها القدرة على امتصاص بخار الماء الزائد وتقليل نسبة الرطوبة إلى النسب المطلوبة في حال ارتفاعها.

- منع سقوط ضوء الشمس المباشر على المخطوطات.

- تركيب ستائر قاتمة اللون على النوافذ للتقليل من شدة الضوء.

- تركيب إضاءة خاصة داخل المخازن ليست لها أدنى أثر ضار على المخطوطات.



3- العـوامـل البيولوجيـة :

تشمل الكائنات الحية التي لها دور في التأثير على المخطوطات سواءً كانت كائنات مرئية كالقوارض والحشرات أو كائنات دقيقة الفطريات و البكتريا ،خلافاً لدور الإنسان في إتلاف المخطوطات.

* الحشرات : هي كائنات صغيرة مختلفة الأشكال تتميز بقدرتها على التكاثر والانتشار أينما وجدت الظروف المناسبة .ويمكن تقسيم الحشرات إلى قسمين من حيث ضررها بالمخطوط :

أ- حشرات سطحية الضرر : هي حشرات تتغذى على سطح الورق واللاصق النشوي في أغلفة المخطوطات وكعوبها منها : السمك الفضي – الصراصير – قمل الكتب.

ب- حشرات حفارة الأنفاق : هي حشرات تحفر أنفاقاً عميقة أكثر من ملزمة تكون على شكل ثقوب مستديرة . تحفر هذه الأنفاق بهدف التغذية أولاً ،وكمخبأ لها من أعدائها ثانياً ،ومن بين هذه الحشرات النمل الأبيض و دود الكتب.

فالأضرار التي يمكن أن تحدثها الحشرات هي :

- ضياع حواف أوراق المخطوطات وكعوبها.

- انتشار الثقوب و القطوع على صفحات المخطوط مما يؤدي إلى تشويهه.

- نقل بعض الحشرات أنواعاً من الفطريات الضارة بحملها على جسمها ونقلها بين صفحات المخطوط وبين المخطوط والآخر.

- ترك بعض الحشرات بقايا مواد غذائية و فضلات إخراجية، تنتج بقع على سطح الأوراق والجلود.

*القوارض : وهي من بين العوامل التي تؤدي إلى ضياع أوراق وجلود المخطوطات وتآكلها ،ومن أمثلتها الفئران و الجرذان .تكمن خطورتها في شراهتها في قرض الورق بطريقة رأسية تمر في أكثر من ملزمة تاركة مخلفاتها التي تعطي بقعاً سوداء على ما تبقى من المخطوط. تنتشر القوارض في شقوق سقوف المخازن و أرضياتها وجدرانها ، كما يمكن أن تختبئ بين المخطوطات نفسها. قوية على تحمل اختلافات الرطوبة والحرارة و الإضاءة ،وهذا يزيد من خطورتها ويعطيها القدرة على الانتشار والتكيف في كل الأحوال والظروف.

*الفطريات : تلعب الفطريات دور السيادة في إتلاف المخطوطات قياساً بباقي الكائنات الدقيقة لما لها القدرة على تحمل المدى الواسع من درجات الحرارة ونقص الرطوبة.

يظهر الغزل الفطري على شكل تجمعات وبرية دقيقة تختلف في لونها وملمسها ،فهي تتدرج من الأسود إلى اللونين الأخضر و الأشهب.

*البكتريا : وهي كائنات حية وحيدة الخلية صغيرة جداً ،إلا أنها تتميز بسرعة انقسامها وتكاثرها .ومن السهل الكشف عن مستعمراتها ذات الألوان المختلفة بالعين المجردة .

توجد البكتريا في الهواء بشكل جراثيم يمكن أن تهاجم الأوراق والجلود كلما سنحت لها الفرصة ،ويكون دورها في إتلاف المخطوطات أقل ضرراً من دور الفطريات ،وذلك لاحتياجها إلى نسبة مرتفعة من الرطوبة تزيد عن90 % كما تحتاج إلى درجة من الحرارة تصل إلى 30°م.



دور الإنسـان فـي إتـلاف المخطوطات :

يسهم الإنسان في التلف الذي يقع على المخطوطات إما لعدم وعيه أو لتهاونه في أثناء استعمال وتداول المخطوط ،وذلك في عدة أمور :

- إضافة الأوساخ والبقع في حالة استعماله بأيدي غير نظيفة.

- إضافة علامات أثناء القراءة والبحث بأقلام ذات ألوان يصعب إزالتها.

- ثني زوايا بعض الصفحات للدلالة على مواقف انتهاء القراءة ،مما يساعد على كسرها وفقدانها من المخطوط.

- الضغط على كعب المخطوط أثناء تصويره يؤدي إلى تفكك الملازم و تلف الكعب.

- التدخين يضيف نسبة من الحموضة تمتصها أوراق المخطوط ،وبالتالي تسبب في هشاشتها وسهولة كسرها.

- جهل أمين مخزن المخطوطات بطرق وضعها على الرفوف ،كأن يضع المخطوطات ذات الجلود اللينة عمودياً مما يعمل على تقوسها وإتلافها.

*طرق الحماية من العوامل البيولوجية :

- التعقيم الدوري لمخازن المخطوطات وقاعات البحث والمطالعة ،إضافة إلى تعقين جميع المخطوطات المصابة وغير المصابة نع توافر شروط الحماية من العوامل الكيميائية والطبيعية.

وأفضل عمليات التعقيم هي التبخير بالمواد المعقمة التي تصدر غازات سامة تؤدي إلى قتل كل الأحياء داخل المخطوط ،ومن هذه المواد : - الفورمالين – الباراديكلوروبنزول – أكسيد الإيتيلين – التيمول ..

عند إجراء عملية التعقيم يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يلي :

- استعمال كمامات مرشحة للغازات السامة.

- استعمال القفازات أثناء القيام بعملية التعقيم.

- تجنب استخدام المبيدات بجانب مصادر حرارية لاحتمال اشتعالها.

- غسل الوجه والأيدي بالماء والصابون بعد الانتهاء من العمل.

- إقفال المخازن المعقمة لمدة 24 ساعة بعد التعقيم.


عمليات المعالجة للمخطوطات المصابة

مراحلها عديدة تختلف باختلاف الإصابة المراد معالجتها ،ومن بين هذه المراحل نذكر ما يلي :

أولا- التعقيـم : وفيه ينم القضاء على كل أشكال الآفات البيولوجية المتمثلة في الحشرات ،والفطريات ،والبكتريا الموجودة داخل الأوعية الورقية المصابة ،باستعمال جهاز التعقيم الذي يستخدم مواد تعقيمية للقضاء على هذه الآفات ،منها : مادة التيمول ،فورمالدهيد ،باراديكلوروبنزول .وتستغرق عملية التعقيم 72 ساعة.

ثانياً- التنظيف الجاف : وفيه يتم التخلص من كل العوالق الصلبة الموجودة على سطح صفحات المخطوطات مثل الغبار ، والأتربة ،وفضلات الحشرات ، إذ يتم التخلص منها باستعمال جهاز التنظيف بينما تزال فضلات الحشرات بكشطها باستخدام مشرط الترميم. وهذه العملية مهمة لأن الغبار والأتربة عادة ما تكون محملة ببيض الحشرات ،وجراثيم البكتريا التي تؤثر سلباً على المخطوطات إذا توفرت شروط الحياة المناسبة لها.

ثالثاً- العـلاج الكيميائي : تعالج جميع الإصابات الكيميائية في المخطوطات من خلال جهاز خاص ضمن المعايير المعمول بها عالمياً ،ومن بين هذه المعالجات :

- تعديل نسبة الحموضة المرتفعة.

- معالجة الأكسدة الضوئية.

- تنظيف البقع والتشربات اللونية.

- معالجة الكتب المحترقة.

رابعاً- إعادة المتانة والمرونة للأوراق : تستخدم لهده الغاية أصماغ طبيعية تعيد للأوراق المعالجة بالمحاليل متانتها التي فقدتها بسبب المعالجة.

خامساً- إعادة الرطوبة النسبية للأوراق : تتم هذه العملية بوضع الأوراق المراد معالجتها داخل الجهاز ،بعدها نغلق الجهاز بإحكام وتقوم بتوفير جو رطب بداخل الجهاز ، وتستغرق العملية مدة 12 ساعة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)