عن خراب العقل الجزائري!

متى يُدشن أحد أعضاء الحكومة أو من ينوب عنه عيادة ”العالم” بلحمر؟ فالرجل سيخفف من فاتورة استيراد الأدوية وبناء المستشفيات وتكوين الأطباء… وسنكتفي باستيراد ”السيروم” الذي سيقرأ عليه المعوذتين ويضرب عصفورين بحجر. فما دامت الدولة تسمح بالطب الموازي، فهي فرصة للتحديد من الانفجارالديمغرافي، وستؤدي الطبيعة دورها، لبقاء الأصلح، والأصلح هم من يذهبون للعلاج في باريس وأمريكا وفي مستشفيات حقيقية تقدم علاجا علميا، وليس الغوغاء التي أرسلت أمس وفدا عنها يتظاهر أمام دار الصحافة دعما ل”العالم” الآخر زعيبط ولدوائه ”RHB”.ربما سينتج لنا هذا العالم العظيم، الذي يتسابق عليه المعلنون والصحافة للترويج لإنجازه العظيم، حتى صالح أوقروط الذي أضحكنا أيام ”جاء الما نوض تعمر” وجد عند صاحبنا وظيفة وراح ”يعمر” جيوبه بالترويج لهذه العيادة. من يدري فقد ”يرقي” فائضا من الأمصال، لتقوم صحيفة متخصصة في الشأن بإيجاد سوق له، وبالتالي سيدر عليها وعلى خزينة الحكومة الملايير بالعملة الصعبة.إنها الجزائر العظيمة، التي كانت تتفاخر بأنها أنجبت بلخنشير واليابس ويحيى ڤيدوم ونفيسة لعلام والسيدة طويل، أول من طبق طريقة ترميم جراحة العظام وبوڤفة ابنة مدينة عزابة التي اكتشفت ”الكيس المائي”… إنها جزائر آلاف العلماء والباحثين من أمثال إلياس زرهوني ونور الدين مليكشي وغيرهم ممن هجّرهم الإرهاب، وأفرغ البلاد من ”مادتها الرمادية” لتفرغ الساحة إلى بلحمر وزعيبط وبن شريف وجاب الله وسلطاني الآتي هو الآخر من كتب الرقية.أيها الخراب متى تنهي مهمتك فينا؟!يحدث هذا وحزام النار المحيط بنا يكاد ينسفنا، فهذه تونس مسرح للإرهاب، تستعد لاستقبال الإرهابيين التوانسة بعد فشل داعش في حلب وما زالت مسرحا مفتوحا أمام الموساد، ولا أتحدث عن ليبيا، فلم تعد هناك دولة قائمة، رغم محاولات بعض بقايا الوطنيين إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والمغرب وما يخطط له على طول الحدود الغربية من فوضى وقصف بالمخدرات. ولن أتحدث عن الأزمة التي ستخنق البلاد وصراعات الأجنحة على السلطة التي أضعفت البلاد وبددت ثروة ضاعت في مهب الريح.آه يا بلدي! يقول أحمد فؤاد نجم:”يا بلدنا يا عجيبهفيك حاجة محيرانينزرع القمح في سنينيطلع القرع في ثواني..!يا ريت طلع القرع محل القمح، قمح الهذبة والبليوني، الذي انقطع أثره من خزائن البذور، وحل محله قمح هجين، فكل يوم تصدمنا أخبار الفساد الذي لم يعد يخجل أصحابه وهم يحتلون مراتب عالية؟!