الجزائر

عندما مات الربيع



عندما مات الربيع
ارتبط الربيع دوما بالجمال والإبداع، لذلك حرص عمالقة الفن العربي على أن يطلقوا روائعهم مع مطلعه، وكان على رأس هؤلاء العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.
تفاءل فنانون آخرون بالربيع الذي يزهر حياة وتفاؤلا يتغنى به العرب من محيطهم إلى خليجهم، ولعل العرب لم ينسوا بعد رائعة فريد الأطرش ”آدي الربيع هل بهلاله” التي تبث مع مطلع كل ربيع.
انقلب الحلم الجميل وتحول الربيع إلى كابوس مرعب طغى على كل الفصول، ماتت فيه الروائع والقلوب وابتعد فيه الفن عن أهله وناسه، تشتت الفنانون بين مؤيد ومعارض وانزلقت أرجلهم في أوحال الفتنة، وانقطعت الأواصر فيما بينهم لينقطع معها الإبداع وتموت الحياة، غاب صوت الفن وغاب ضميره وقضيته، لم يعد ذلك الملاك الرحيم الذي يجمع ما تفرق ويوصل ما تقطع ويشيع الضياء في ظلمة الفتنة.
دور الفن الذي أخذ موقع الصفوف الأمامية في تاريخنا المعاصر والسحيق، لم يعد بيننا، فلقد أخذ فن الفتنة الريادة مستعينا بالرداءة والتبعية لهذا أو ذاك.
هكذا تخلى الربيع عن جماله وصفائه بعدما ولى الذين كانوا يقدرونه ويخلدونه في روائع الزمن الجميل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)