الجزائر - A la une

عندما تلتقي الجزائر ب"هالمت" و"سعد لمجرد" في أسبوع واحد



عندما تلتقي الجزائر ب
عاشت الجزائر في أسبوع واحد مشاهد موسيقية وأخرى مسرحية صنعت الحدث وفندت "مزاعم" مسؤولي وزارة الثقافة بكون "الجمهور مات" و«نحن بحاجة إلى سياسة جديدة لإعادة بعث الروح فيه"، فالجمهور أقبل بقوة على حفلة سعد لمجرد ولم يكترث لسعر التذكرة، وسجل أيضا مشهدا قويا للإقبال أمام بوابة مسرح محي الدين بشطارزي وكان على استعداد تام لدفع أغلى ثمن لاقتناء تذكرة من أجل متابعة عرض مسرحية "هاملت".المشهد الأول سلط الضوء على الاختلاف في الآراء، الأذواق وطريقة الاستيعاب، حيث شكلت مسرحية وليام شكسبير “هاملت” للمشاهد الجزائري رمزية الزعيم وتمجيد القائد الذي لا يهزم بسهولة، كما ظلت قراءات كل من شاهد من المواطنين العرب مسرحية “هاملت” سواء بنسختها العربية التي قدمها الممثل محمد صبحي أو عبر إبداع فريق شباب مسرح شكسبير عندما مر لأول مرة على خشبة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي مؤخرا.مشاهد عالميةالجمهور الجزائري له ذوق، وله أيضا قراءته الخاصة للأشياء الفنية، في وقت توقف قراءات الغرب عند إنسانية “هاملت” الذي هو شخص في الأصل عادي، ربما هو أنت الذي كنت تشاهد المسرحية في الصف الخلفي، لهذا عاشت المسرحية منذ 1600 سنة، ولم تمت لأنها لم تكن لتسافر بفكرة واحدة وإنما آمنت بتراكمات الاختلاف في الآراء الذي يصنع البشرية.من المسرح إلى الموسيقى، كان المشهد الثاني مع زيارة المغني المغربي الشاب سعد لمجرد لأول مرة أيضا إلى الجزائر حدثا موسيقيا “خارقا للعادة”، ليس فقط على المستوى الإعلامي، وإنما في الشارع، والمقاهي، وفي حديث المارة.. الكل كان يتحدث عن زيارة “المغربي” إلى الجزائر، حتى جاءت الإجابة أخيرا بالقاعة البيضاوية التي غصت بالحضور الذين تجاوز عددهم ال5 آلاف متفرج، تهافتوا لحضور حفلة سعد لمجرد، هذا الفنان الشاب الذي يدخل إلى الساحة الغنائية بأغنية واحدة قوية...وأخرى مجانية لا تجلب الجمهورالمشهد الثالث الذي أطل الأسبوع الماضي عبر أجندة النشاطات الثقافية كان سينمائيا، حيث قدمت العروض في قاعة سينماتيك العاصمة مجانا على مدار ثلاثة أيام، وكان الموعد أردنيا، ولكن الجمهور الجزائري ظل بعيدا عن الحدث ولم تستطع شاشة السينماتيك التي فتحت أبوابها مجانا أن تستقطب مئات المارين على رصيف شارع العربي بن مهيدي.أمام المشهد الأول والثاني ماذا يريد الجمهور الجزائري؟ ولماذا تفشل وزارة الثقافة في كل مرة لمحاورة الجمهور بما يريد؟ هل هي مجانية العروض التي يبحث عنها الجمهور، أم عالمية الأداء، أم أن الجزائري عاشق للظواهر “الشعبوية” وهو ما تحاول سياسية وزارة الثقافة “محاربته”؟ فإن كانت الإجابة ب«نعم” فكيف نفسر “التزاحم” أمام المسرح الوطني محي الدين بشطارزي يوم عرض “هاملت”، لمتابعة تراجيديا ملحمة “الزعماء”، وإذا كانت غير ذلك فالجمهور الجزائري أيضا اختار الاستمتاع بعذوبة صوت سعد لمجرد الذي أعاد تقديم أغاني الشاب عقيل واستعرض عضلات إحدى الفرق الراقصة من أجل صنع الفرجة للجمهور الجزائري “الذوّاق” لكل ما هو جميل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)