الجزائر - A la une


عندما تضحكنا مصائبنا !
انتابتني نوبة من الضحك الهستيري، وأنا أقرأ خبرا جاء فيه، أن جبهة العدالة والتنمية، قدمت مساءلة شفوية لوزير الطاقة والمناجم، تستفسره عن تهريب النفط الجزائري وبيعه خارج الأطر الرسمية !
الواقع أن الصحافة التي نقلت الخبر، أخطأت في نقله، واختلطت عليها الأمور بين مصطلحي " سؤال" و" مساءلة"، لأن النائب في البرلمان عن جبهة العدالة والتنمية، استعمل في خطابه الموجه لوزير القطاع تعبيرا، بدأه بعلامة استفهام، وقال هل هناك تهريب للبترول؟، وهذا هو الفرق بين السؤال والمساءلة، فالأول يعتمد على الشك، ويحتمل الإجابتين بنعم ولا، والثاني يرتكز على التأكيد، أي أن صاحب السؤال يكون متأكدا من محتوى سؤاله، وهو بذلك يبحث عن مبررات من يسأله. لا أريد أن أخوض هنا في درس اللغة العربية، وأعود لأسأل صاحب السؤال بدوري عن أي تهريب للنفط يسأل وزير القطاع؟
إذا كان الأمر يتعلق ببراميل النفط المهربة في كل ساعة عبر الحدود الجزائرية المفتوحة عن آخرها، فتلفزيون الدولة ينقل يوميا صورا ميدانية لعمليات التهريب باتجاه دول الجوار والدول الافريقية تحت عنوان " بطولات رجال الجمارك وحرس الحدود"، وبالتالي، فإن طرح سؤال من هذا النوع يمثل قمة الغباء وضحكا على المواطن، ومضيعة للوقت، أما إذا كان السيد النائب يقصد بسؤاله عمليات الفساد الكبرى التي يقوم بها الحوت الكبير في إطار العدالة الاجتماعية لتقسيم الريع، فذاك أيضا أمر مضحك للغاية، لأن سوناطراك كلها أصبحت عنوانا للفساد وتهريب المال العام للخارج، بدليل أن الصحافة الأجنبية تقدم لنا كل يوم أرقاما مهولة في لعبة التهريب، ولا أحد من الرسميين تدخل لينفي هذه الأرقام، فلماذا يكلف نائب الشعب نفسه عناء سؤال الوزير؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)