الجزائر

عملاق الطاقة الجزائري.. عنوان الريادة



خدمات مبتكرة.. تعزيز الكفاءة والأولوية للمورد البشريبعد ستة عقود من العطاء والتطور، مازالت سونطراك، المجمع الأكبر في إفريقيا، تواصل تطورها الباهر وتواكب التطور التكنولوجي والتحول الرقمي المسجل في أسواق الطاقة العالمية.
وبالنظر إلى قوة أدائها ودورها الرائد في ضخ الثروة وتحقيق التنمية المستدامة، تعد العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ومصدر النمو ورافعة ضخمة لتطوير المنظومتين الاجتماعية والثقافية.. وعلى مدار ستين عاما، ظلت سونطراك قاطرة التنمية بأدائها الرفيع واستثماراتها الضخمة، مدركة أن المورد البشري أساس كل تطور، دون أن تفوت الفرصة في رفع التحدي بشجاعة وعزيمة من أجل مواصلة المنحنى التصاعدي للأداء.
احتفى مجمع سونطراك، نهاية الأسبوع، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، بذكرى تأسيسه، بحضور العديد من الوزراء والإطارات الحالية والسابقة للمجمع. ولم يفوت الرئيس المدير العام لسونطراك رشيد حشيشي الفرصة، ليستعرض في كلمة معمقة المكاسب المحققة منذ البدايات بسواعد عمال وإطارات المجمع، مسلطا الضوء على المسار الساطع الذي يشقه المجمع بثقة، معتمدا على خبرة وسمعة أبنائه، إضافة إلى موارد مالية وعدة عوامل فعالة.
وقال رشيد حشيشي، إنه في غمرة الاحتفال بستينية إنشاء أكبر مجمع طاقوي إفريقي، رفعت سوناطراك شعار "التوهج، الطاقة، التكنولوجيا والحركة"، لأن هذه المفاهيم صارت راسخة، معلنا بفخر واعتزاز أن العملاق الجزائري يمضي في رحلة نحو المستقبل بعزم وإصرار، ويحمل في كل خطوة يقوم بها، راية الاستدامة والتطوير بخطوات واثقة، مستمرا على دربه في ضوء التشجيع الدائم والدعم المستمر لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
التوجه نحو آفاق جديدة
واعتبر المسؤول الأول على المجمع، رشيد حشيشي، أن تأسيس سونطراك جاء في فترة حاسمة من تاريخ الجزائر، اتسمت - على وجه الخصوص - بسعي الدولة الجزائرية الحثيث وإصرارها الكبير على بسط سيادتها الوطنية على ثرواتها الطبيعية. وأوضح، أن الجزء الأصيل من جملة القرارات الإستراتجية الهادفة لبناء المشروع الوطني الاقتصادي والاجتماعي المعتمد بعد الاستقلال، عبّد الطريق الحقيقي. وأضاف يقول: "..لقد أعلنا بكل فخر دور أولئك الرواد الأوائل الذين وضعوا لبنة التأسيس الصعبة من أجل إرساء قواعد مؤسسة قوية وعصرية، تنافس كبرى الشركات آنذاك، وذلك لنستلهم العبر والدروس والقوة والعزيمة التي تمكننا اليوم من المضي قدما نحو آفاق جديدة".
وحملت حشيشي كثيرا من التفاؤل الممزوج بالعرفان، عندما أكد أن إلقاء نظرة فاحصة على التاريخ الاقتصادي والصناعي للجزائر، يكشف أن مسيرة مجمع سونطراك، منذ نشأته في 31 ديسمبر 1963، كانت مميزة على أكثر من صعيد، رغم أنها جاءت مليئة بالتحديات، غير أنها كانت ثرية بالإنجازات.
كما لم يخف أن سونطراك نشأت برؤية طموحة، ومن بين غاياتها استدامة النمو وتحقيق استقلالية البلاد في مجال الطاقة، فاستعادت التحكم بالقرار بدفعة قوية على إثر القرار التاريخي الذي اتخذته السلطات العليا في البلاد في 24 فبراير 1971، والقاضي بتأميم المحروقات والذي جاء من أجل بسط السيادة الكاملة على الثروات الوطنية للبلاد، واستعادة التحكم التام في اتخاذ القرار في مجال النفط والغاز.
واعترف الرئيس المدير العام، أن سونطراك وبفضل جهود إطاراتها ومواردها المالية، شهدت تطورا سريعا ولافتا وبصمت بصمة عميقة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، بل وصارت محركا حقيقيا للتنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، مما مهد لها الطريق كي تصبح رائدة وإحدى أكبر الشركات البترولية والغازية في إفريقيا والعالم. وأوضح حشيشي، أنه بفضل العمل بعزيمة قوية خلال ستة عقود، نجحت الشركة في تلبية احتياجات البلاد بمختلف الموارد الطاقوية، وعززت قدرات التصدير وفعّلت مكانتها في الأسواق العالمية، مع توفير مصادر التمويل لفائدة مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
حضور دولي قوي بالأسواق والاستكشاف
على مستوى الأداء، عبر المسؤول الأول على سونطراك، عن المكاسب المحققة ووصفها بأنها شهدت إنتاجا كبيرا من النفط والغاز، وتوسعا معتبرا في الاستثمار واستكشاف المحروقات واستخراجها ونقلها ومدها بكل التقنيات المتصلة بصناعة الطاقة، إلى جانب كل ما تحقق على صعيد الإنجازات الكبرى في مجال الصناعة والمعالجة والتكرير والتمييع والبتروكيمياء. ولعل ما يعكس توسع نطاق عمليات الشركة - يقول الرئيس المدير العام - أن مشاريع الاستكشاف تمت بمناطق عديدة، إلى جانب نشاط المجمع على المستوى الدولي، مثل نشاطه في ليبيا والنيجر والبيرو، وفروعه التجارية في أوروبا.
على صعيد تعزيز المسؤولية الاجتماعية، ساهمت سونطراك بشكل بارز، من خلال برامج الاستثمار الاجتماعي وبعض مشاريع التنمية المستدامة في تطوير النشاطات ذات الطابع الاجتماعي، كونها شركة مواطنة. علما أنها أنجزت محطات كبرى لتحلية مياه البحر في عديد المناطق الساحلية، وتتكفل ببناء خمس محطات كبرى لتحلية مياه البحر وتجهيزها، في إطار المخطط الاستعجالي، فضلا عن جهودها في التقليل من البصمة الكربونية واستثمارها في المورد البشري.
وكشف حشيشي، أنه على ضوء كل ما تحقق، تتطلع الشركة بثقة للمستقبل، ولكن هذا لا يحجب حقيقة أن الطريق لا يخلو من الصعوبات. ولهذا، فإن أبناء سونطراك يدركون ضرورة الاستمرار في تطوير القطاع إلى معدلات أعلى من حيث الكفاءة والنوعية والجودة، طبقا للمرجعية القياسية الدولية. علما أن سونطراك قامت باتخاذ سلسلة من التدابير من أجل ضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المديين المتوسط والطويل، إلى جانب زيادة الاحتياطات ورفع الطاقة الإنتاجية بما يكفي تغطية الاستهلاك الداخلي وتعزيز القدرة على التصدير والوفاء بالالتزامات التعاقدية مع الشركاء، بالإضافة إلى المساهمة في توفير العملة الصعبة ورفع احتياطات البلاد.
وتحدث الرئيس المدير العام لسوناطراك، عن سهر المجمع على توطيد الاستثمارات الأجنبية وجلب شركاء جدد، خاصة بعد وضع إطار تشريعي جديد لخلق بيئة جديدة للاستثمار، مع أهمية تطوير قدرات العملاق الطاقوي في الاستثمار على مستوى النشاط، على خلفية رصد غلاف مالي يناهز 50 مليار دولار في الفترة 2024 إلى 2028، يخصص منها 36 مليار دولار للاستثمار في الاستكشاف والإنتاج. وفوق ذلك عقد المجمع العزم على الاندماج في نسق التسيير العصري واعتماد التحول الرقمي، واستكمال نظام المعلومات المدمج بهدف تعزيز الكفاءة وتقديم خدمات مبتكرة.
لقطات
- انطلقت احتفالية سوناطراك في حدود الساعة الثامنة مساء بحضور العديد من الوزراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
- انبهر ضيوف الحفل بالمعارض الفنية التي تزين بها بهو المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال؛ فمن معرض تشكيلي لفنانتين تشكيليتين إلى معرض للصور الطبيعية لعدة مناطق من الجزائر، خاصة الصحراء الجزائرية الساحرة، التقطتها عدسات عمال في مجمع سونطراك، إلى جانب معرض للصناعة التقليدية من حلي ولباس تقليدي.. فعلا.. سونطراك أناقة عالية.
- استمتع الحضور بأغان صحراوية عريقة عذبة، في سهرة ستينية سوناطراك..
- كرّم مجمع سونطراك 10 من إطاراته عرفانا لما قدموه من جهد في مسار حافل بالنجاح، لايزال متواصلا بجهود أكبر مستقبلا.
- توج الفائزون في مسابقة أحسن منشور علمي من مصف "أ+" من عدة جامعات، من بينهم فائزان من جامعة ورقلة، وفائز واحد من جامعات قالمة، المدية وبجاية. علما أن قيمة الجائزة لكل فائز 1.5 مليون دج.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)