الجزائر

عمال عاشوا وقائع الاعتداء لا زالوا تحت الصدمة



كشف عمال التقيناهم بالمنشأة الغازية لتيقنتورين، أول أمس، أن الكثير من زملائهم الذين عاشوا وقائع الاعتداء الإرهابي يعانون حاليا من بعض الأمراض، لاسيما النفسية منها، مشيرين إلى أنهم مازالوا تحت وقع الصدمة، فيما عاد عدد قليل منهم إلى العمل.
مع ذلك فإن هؤلاء (الذين لم يعيشوا وقائع الاعتداء) وهم من بين أكثر من 120 عاملا يقومون حاليا بإتمام عمليات التفتيش والمراقبة وإصلاح الأضرار المسجلة، أبدوا عزما وإرادة كبيرتين للعودة بالمصنع إلى سابق عهده.
ولم يترددوا وهم يعودون إلى الوقائع في تصريح ل "المساء" بأنهم شعروا بقلق شديد على زملائهم حين سماعهم بخبر الاعتداء، وقال أحدهم إنه كان يحاول الاتصال بهم طيلة الوقت للاطمئنان عليهم، إلى غاية انقطاع شبكة الهاتف زوال الأربعاء 16 جانفي.
كما أن بعضهم قرر قطع عطلته لاستبدال زملائهم المصدومين والسماح لهم بالراحة، وقطع بعضهم الآخر مهماتهم الرسمية في الخارج من أجل الالتحاق بالمنشأة. إحساس كبير بالمسؤولية لاحظناه عند هؤلاء، ورغبة كبيرة في إعادة تشغيل الوحدات، مع العلم أن عدد العمال في المصنع كان يتراوح بين 600 و700، إذ تم التأكيد على أن المنشأة الأولى التي لم تتضرر كثيرا سيتم إعادة تشغيلها في الأيام المقبلة بعد تشغيل الكهرباء الذي يكون قد تم أول أمس، وتوقع هؤلاء أن يعود المصنع إلى كامل طاقته الإنتاجية في غضون أربعة أشهر.
وعن العمال الأجانب، فقد تم التأكيد على اتخاذ قرار بعدم تواجد أي أجنبي في الموقع طيلة ثلاثة أشهر، وهو ما أكده المدير العام للمجمع، السيد لطفي بن عدودة، الذي كشف -بالمقابل- أنه على اتصال بعدد من العاملين الأجانب الذين أبدوا رغبة في العودة للالتحاق بالعمل، وقال "أتلقى الكثير من المكالمات منهم يسألونني فيها عن موعد إطلاق الإنتاج مجددا".
وحسب المصدر فإن الأولوية اليوم هي استكمال تفتيش المصنع والتأكد من أمن المنشأة، مشيرا إلى وجود اتصالات مع الشركاء الأجانب في هذا المجال، وأضاف أن الأشغال بالمصنع بدأت يومي الجمعة والسبت، لكنها توقفت بعد اكتشاف متفجرات وألغام، "توقفنا عن العمل لمدة أسبوع للسماح لأفراد الجيش بتفقد الموقع والتأكد من خلوه تماما من المتفجرات"، مثلما أوضحه المتحدث.
وذكر أن هدف الإرهابيين الذين هاجموا المصنع كان تفجيره وهو يشتغل، مؤكدا أن تفطن العمال وتوقيف التشغيل بعد إطلاق صافرة الإنذار التي تنتقل أوتوماتيكيا بين كل المواقع، والنظام الأمني القائم على وقف التشغيل من الآبار، وبالتالي عدم القدرة على إعادة التشغيل من المصنع، جنب المنطقة كارثة تتمثل في انتشار مواد سامة في محور 60 كلم، وقال إن الإرهابيين طلبوا من العمال إعادة تشغيل المصنع لتفجيره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)