الجزائر

علي حداد لا يمارس السياسة؟!



علي حداد لا يمارس السياسة؟!
منذ أيام التقيت رجل الأعمال علي حداد في حفل العيد الوطني التونسي، وسألته عن حقيقة حزب “فخر الجزائر” الذي تحدثت عنه الصحافة، فرد ببرودة أنه هو الآخر سمع بهذا الخبر من الصحافة، وقال إنه لا ينوي تأسيس حزب، لأنه إذا أراد ممارسة السياسة فسيعتمد على الأرندي والأفالان، ونفى أن يكون ينوي مطلقا إطلاق حزب ليكسر هذين الحزبين.اعتقدت في البداية أنه تهرب من تأكيد نواياه السياسية لأنه كان محاطا بنواب من الأرندي، لكن ها هي الصحف الصادرة أمس تنفي مرة أخرى على لسان علي حداد نواياه السياسية. وقال بعد لقائه بسفير قطر إنه ليس له من نوايا غير تطوير اقتصاد البلاد.هذا في الحقيقة موقف جد إيجابي من رئيس منتدى رجال الأعمال، أن يضع في أول اهتماماته الرقي الاقتصادي. ولكن هذا النفي لن يبعد الاتهامات عن علي حداد، وأطماعه السياسية حتى وإن كانت مشروعة، فهو لم يعد يخفي بتصرفاته التي تفرد له مساحات إعلامية واسعة، أطماعه في احتلال أعلى مناصب في الحكم، ولم يعد ينظر فقط بعين الرغبة إلى منصب الوزير الأول الذي دار بينه وبين الوزير الأول الحالي صراعا خفيا حوله، بل صار يطمح إلى اعتلاء منصب الرئيس نفسه، وهذا ما بدأت تتفاقم حوله الإشاعة التي انتهت منذ أيام بالحديث عن تأسيس حزب كبير يكسر شوكة الأرندي والأفالان وباقي الأحزاب المجهرية التي تدور في فلك السلطة، ثم بعدها تجرى انتخابات المجلس الوطني الشعبي مسبقا ويفوز فيها بحكم قربه من السلطة ثم يتوجه إلى الرئاسيات.يبدو أن أحدا ما قرص أذن علي حداد، وأراه العين الحمراء، فتراجع وكذّب ما جاء في بالونة الاختبار التي أطلقت الأسبوع الماضي، وربما جاءت ردود الأفعال غير مشجعة لهذا المسعى، الذي يبدو أن الرجل ومحيط الرئيس الذي صنعه لم يحسب حساباته بشأنه.لكن هل نصدق علي حداد لما يقول لنترك السياسة للسياسيين ليبعد عنه هذه الاتهامات، وهو الذي صار ينافس الوزير الأول واستقبل سفراء بلدان أجنبية في مكاتب وزارة الداخلية، زد على ذلك أنه كان الآمر الناهي في وفد الجزائر المشارك في المنتدى الاقتصادي بشرم الشيخ منذ أزيد من أسبوع، وكان الرقم الأول في الوفد ملقيا بالظل على الوزير الأول، كما أن نشاطاته تحظى بتغطية إعلامية غير مسبوقة لنشاطات منتدى رجال الأعمال. كما أنه كان الممول رقم واحد لحملات الرئيس الانتخابية، فإن لم يكن هذا ممارسة للسياسة فماذا يسمى إذن؟!يقول حداد أن اهتماماته تطوير اقتصاد البلاد وهذا شيء إيجابي أن تسمع كلاما كهذا. وقال إنه سيحول الاقتصاد الوطني من الاستيراد إلى التصدير خلال أربع أو خمس سنوات، لكنه لم يقل لنا كيف ذلك. وقبل أن يرفع هذا التحدي، ليقل لنا كيف بنى أولا ثروته، ومن أية خلفية اقتصادية جاء، فهو مثل غيره صنيع مرحلة وواجهة لجناح سياسي في السلطة. ليقل لنا علي حداد هل هو الآخر يتهرب من دفع الضرائب، وهل يدفع أقساط ديونه البنكية في أوانها؟قبل أن ترتقي بالاقتصاد الوطني وهذا مطلب ملح لرجل أعمال، لابد من تنقية المحيط الاقتصادي أولا، كأن لا يلجأ لافتكاك الصفقات العمومية بالدوس على القانون المسير لها، وألا يضغط على مسؤولي المؤسسات بمنحه الصفقات ويخيرهم بين تلبية مطالبه أو الطرد مثلما تتداوله الإشاعة بشأن إبعاد وزير الأشغال العمومية السابق ومدير سوناطراك.قبل أن يطالب علي حداد بأن “يتركوه يعمل” عليه أن يترك الآخرين يعملون، ولا يعتمد على علاقته بشقيق الرئيس ليفتك المشاريع من الآخرين، ليبدأ أولا بتنقية محيط الأعمال من هذه التجاوزات وليبدأ بنفسه أولا، لأنه لا يمكن أن نبني اقتصادا نظيفا وعلى قواعد سليمة على اللصوصية والمحسوبية ونهب المال العام؟!لن يكون علي حداد إذن بوتين الجزائر؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)