الجزائر

على حبل العسيل


انحلال وأوهام

الثقافة السياسية أساس أي تكوين سياسي يأمل الصعود الى مستوى المسؤولية، ويناور أمام خصومه ومنافسيه… الذين لا يملكون من الحس الثقافي ذي النزعة الوطنية إلا شطره الهامشي يهدرون أوقاتهم في محاولات لمّ “الغاشي” في الساحات العمومية لأجل أن يصفقوا لهم ثم يفترقون.
م. لواتي
لا من أجل بناء قوة سياسية قادرة على امتصاص منعرجات الواقع والتأسيس لرأي جديد، واستقطاب ما أمكن من الحضور يضمن لهم على الأقل ولو مساحة صغيرة على المستوى الشعبي والوطني.. الممثلون لبعض الطوائف التي تدعي المعارضة أغلبهم يشبهون الخارجين من بيوتهم للبحث عن مقاهي “الإنترنت “لقضاء جزء من الإهمال العقلي هناك. فلا هم للمعارضة فاعلون، ولا هم للبحث عن نافذة يطلون منها على الواقع في جغرافية تساويهم على الاقل يسعون.. هم بالتأكيد يعملون للمعارضة الفضفاضة وكفي، وأغلبهم لفكر الآخر (الفرنسي) يتملق، رغم أن هذا الأخير يرفضهم.. يخرجون للشارع متى لاحقهم الجفاف السياسي، وكأن بهم للشارع يبكون، وللعمارات التي تحف جانبية يضحكون.. الضحك على السياسة المنتهجة والضحك على الصورة الكاريكاتورية التي تلاحقهم في ثوب فولكلوري.. لقد تم رفضهم في الشارع من طرف سكانه المرة الاولى، والثانية، والثالثة، ومع ذلك يحاولون –عبثا- من جديد شد أفكارهم للساحات العمومية تحت قضبان أوهام “البربرية” وهم في الأصل، لفقدانهم الثقافة السياسية، للأوهام يسعون.. إن الدعي الذي لا يستطيع أن يجمع حتى واحد على الألف من أنصاره في تظاهره يعتقد أنها جالبة الحظ له، لا يستطيع أن يكون حتى في المعارضة المبتدئة، والمهترئة، ذلك أن مثل هذه الأوهام محلها المتحف أو النسيان وهما لها في النهاية افضل.
إن للمجموعات السياسية المنضبة أخلاقيا وحضاريا ثقافة واعية، وممارسة ميدانية واعدة، وليست كلاما فيه من البله ما يكفي لأن توصف بأنها تمارس البلبلة التاريخية وكفى.. تم إن محاولات التقليد لما يجري في جغرافيا الآخر الاستعماري هي -بالتأكيد- مغايرة لجغرافية الجزائر أمر مرفوض بمنطق التاريخ والواقع، ان ساكني الأولى من ضلال الفعل السياسي ينسلون لتجربتهم الطويلة ولا يهم أيا كان هذا الفعل، مبني على جدلية الواقع أم على جدلية المال، أما ساكني الجزائر فهم ضمن ظل الانتصار للمنطق، وللعمل الهادئ، والنقد البناء فاعلون لأن الواقع لا يتحمل اكثر من ذلك.. ما يجري في بلدان غربية نتاجه القهر والاستئثار بالكل لفئة ضئيلة على الأكثرية من الناس ولقرون.. أما عندلنا فالكل يسعى وفق منطق البحث عن الطرق السلمية المؤدية الى الخروج بالبلاد والعباد من مساحة الأمل الى مساحة الفعل.. من قوة الضعف الى قوة الصعود في سلم المجتمع وفق مواقع تصنع منها ضرورات المستقبل وفق منظور تاريخي يؤمن الكثير من الأمان للجيل الصاعد.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)