الجزائر

"على الائتلاف الاعتراف بفشله في تمثيل الثورة" المعارض السوري وأستاذ العلوم السياسية عدنان الرازحي ل"الخبر"




أعلنت العديد من التنظيمات المسلحة المعارضة سحب ثقتها من الائتلاف، هل تعتبرون أن ذلك يفقد الهيئة المعارضة مصداقيتها؟يمكن قول أكثر من ذلك، شخصيا أعتقد أنه لم يعد هناك ما يبرر وجود الائتلاف، باعتبار أنه تشكل على أساس تمثيل الجيش الحر والجماعات المسلحة المعارضة في الأراضي السورية ليكون الواجهة السياسية لثورة الشعب السوري، وكانت أهدافه واضحة منذ البداية، وتمثلت في دعم الثورة في الداخل وحشد الدعم اللازم. لكن ما حدث، أن العالم حشد الدعم لهذا الائتلاف ووفر له كل ما يلزم، لكن مع ذلك لم يتمكن من إثبات جدارته في تمثيل الثورة، ويكفي التذكير بالتسهيلات في تنظيم الاجتماعات والمؤتمرات الدولية لدعمه، والسبب أن أرضية تأسيس الائتلاف منذ البداية قائمة على الخلافات وسيطرة طرف على آخر. كان جديرا بقيادات هذه الهيئة النأي بالنفس عن الاستقطاب الإقليمي والعمل على توحيد كلمة المعارضة على اختلافها دون إقصاء أي تيار.
تلقي الائتلاف المعارض دعوة رسمية من الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركة في جنيف 2، ما يجعله فاعلا وطرفا في النزاع؟
استمرار وجود الائتلاف يكمن في عدم رغبة الدول التي راهنت عليه الاعتراف بفشله الذريع. تركيا وقطر ومعهما فرنسا راهنوا على هذه الهيئة السياسية، لكن التطورات الأخيرة أكدت أن حل الأزمة السورية انتقل من مرحلة وساطة دول الصف الثاني لدول الصف الأول. أعتقد أن الاتفاق الروسي الأمريكي أخلط كل الأوراق. لابد من التأكيد على ملاحظة مهمة غفل عنها الكثيرون، وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها عديد الدول المؤيدة للمعارضة في سوريا، رفضوا التعامل بأي شكل من الأشكال مع النظام السوري، مطالبين بإسقاطه، لكن ما نراه اليوم هو إعادة الاعتبار لهذا النظام من خلال فتح قنوات الحوار معه، والبداية كانت مع مسألة الكيميائي التي ستستمر طيلة فترة مرحلة تدمير هذه الترسانة، لقد تحول النظام السوري ضمنيا إلى محاور رسمي بعدما كان منبوذا.
هل هذا يعني أنكم تعتقدون بانتهاء دور الائتلاف؟
قد يستمر ويتمكن من المشاركة في جنيف 2، لكن مشاركته لن تكون فاعلة وإنما استجابة لما ينتج عن تفاهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. يكفي الاستشهاد بترحيب الائتلاف بقرار مجلس الأمن الأخير، مع أنه يتعارض مع ما كان يطالب به. في كل الأحوال، أعتقد أنه على قيادات الائتلاف الاعتراف بفشلهم في تمثيل ثورة الشعب السوري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)