الجزائر

''عقلية الخيمة والدوّار''



ما يزال بلخادم يحرص على إظهار انتهازيته واستغبائه للشعب من خلال استعماله للمصطلحات السياسية التي لا يفهمها سواه، فما معنى أن يقول أن الأفلان دار كبيرة إلى ما بات يتعشى؟ وتناسى أن الشعب لا يريد خيمته ليتعشى فيها بل يريد دولة مؤسسات، دولة تداول السلطات، دولة قوية برجالها لا ببهلوانات فاشلة تكبر بالشكارة والفساد·
نهق حماري نهيقا مخيفا وقال باستهزاء: فعلا أصبحت البلاد مرتعا للفساد بسبب هؤلاء الانتهازيين الذين لا يخافون الله رغم ذقونهم الممدودة·
قلت: ولكن كل ما يحدث في الأحزاب ''شيء'' وما يحدث في الأفلان شيء آخر ومع ذلك يستمر بلخادم في تصنع القوة ورباطة الجأش دون إظهار انكساره لخصومه الذين يريدونه أن يسقط من أعلى الحزب·
قال ساخرا: ومع ذلك سيسقط، فهذا هو التقليد الوحيد الذي لم يتغير في هذا الحزب ولن يكون أحسن من الذين سقطوا بالمؤامرات والدسائس التي يجيد الأفلان صنعها أكثـر من شيء آخر·
قلت: ومع ذلك يريدون إقناعنا أنهم امتداد لأفلان الثورة الذي قاده الرجال الأحرار والصادقين·
ضرب حماري بذيله يمينا ويسارا وقال: وهذه أيضا الحيلة التي استمروا بها منذ الاستقلال وجعلتهم يرتكبون من المعاصي والمنكرات السياسية ما لا رأت عين ولا سمعت أذن ولا يصدق عقل·
قلت: ومع هذا يستمر بلخادم حتى في لحظات احتضاره في الحزب على تمجيد منجزاته التي صنعها الظلام وإصراره الغريب على النزاهة والطهارة السياسية التي هي عنوان الحزب في نظره·
قال حماري باستفزاز: ''كل واحد يقول فولي طياب'' وهو بكلامه عن الخيمة الكبيرة ما يزال يفكر بعقلية ''الدوّار'' التي سيطرت على البرلمان لسنوات وتم من خلالها تقزيم وتحجيم الدور السياسي له حتى أصبح مجرد ''طراباندو'' يمارس بالمال الفاسد الذي لا تعرف كيف جاء ومتى جاء ولا من أين جاء أيضا·
قلت: ربما بعد أن يُطاح به سيتغير الأمر إلى الأحسن وتنقلب العقلية أيضا؟
قال وهو ينهق من شدة الدهشة: هل يمكن للفساد أن يعيش في النقاء، لو صار وأصبح الأفلان حزبا شريفا حتما سيموت لأنه لا يقدر على ذلك


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)