عطر الأحباب يانغ لي تشُو فراشة الجزائر

"أية فراشة هذه التي مثلت، رقصت وغنت أمامنا البارحة في مسرح بكين الكبير؟ عشرة آلاف متفرج هتفوا باسمها "كلثوم، كلثوم" وصفقوا لها حتى اهتزت جدران المسرح ورددت قبته صدى تصفقياتهم الحارة! إن شعبا يحارب استعمارا عتيا كالإستعمار الفرنسي وتخرج من ثنايا "برنوسه" فنانة كـ"كلتوم" لهو شعب يمسك زمام الحضارة والمستقبل بيد قوية". كانت إذاعة بكين الدولية قد بدأت برنامجها الخاص بالجزائر يومها بموسقى جزائرية وطنية ثم أعقبتها بنشيد "من جبالنا" بصوت الفنانة الكبيرة المرحومة كلثوم، وكورال إذاعة الجزائر المكافحة. وكان هذا ما بدأ به المذيع الصيني الشهير، يانغ لي تشو، تعليقه عن الحفل الكبير الذي أقامته الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني في مسرح بكين الكبير في سنة 1960 الغراء. كانت الفنانة المرحومة كلثوم رمز الحرية والأرض المعطاء، كما كانت تلك الفراشة السحرية الألوان التي تزين جبال الجزائر وسهولها في ربيع لم ير الجزائريون مثله منذ قرون خلت، ذلك أن ربيع سنة 1960 كان موسم انتصارات مجاهديه الكبيرة، كما كان بداية ركوع قوى الإستعمار أمام شعب ملأت دماء أبنائه الوديان ولم يتراجع عن طلب حقه. في برنامج الإذاعة الصينية الذي دام اثنين وخمسين دقيقة، بلغ الأمر بالمذيع يانغ لي تشو حد القول إن الشعب الجزائري هو من طينة تلك الشعوب العظيمة التي غيرت التاريخ، وهذا شيء نادر في رحلة البشرية الطويلة".   يكتبها: جيلالي خلاص