الجزائر

عطر الأحباب ألبيرتو مورافيا Alberto Moravia



المستعمرون سينهزمون تجاوز ألبيرتو مورافيا في الشهرة جميع أقرانه من الكتاب الإيطاليين الكبار الذين برزوا للعالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين،  ذلك أنه كان روائيا شعبيا بكل ما تحمل هذه العبارة من معاني،  تأتي على رأسها الكتابة بأسلوب السهل الممتنع ومعالجة قضايا المجتمع الملحة،  كمشاكل الأسرة وضياع الإنسان،  في فترة حرجة كتلك التي عاشتها البشرية وقتها،  فقد أخذت الصناعة والتكنولوجيا تتطور بسرعة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية فتطورت معهما وسائل الإعلام بشكل ملحوظ،  خاصة بدخول جهاز التلفزيون بيوت الناس البسطاء،  فقلب عادات الأسرة التقليدية وأثر في سلوكات الأفراد تأثيرا كبيرا. بالإضافة لمعالجة ألبيرتو مورافيا لكل هذه القضايا الإجتماعية وأزماتها الإنسانية،  تميز أيضا بنشاطه السياسي الجريء وبمواقفه الشجاعة تجاه كل المظلومين في العالم. خلال حكم موسوليني الفاشي في إيطاليا،  انضم إلى المعارضة وكافح الفاشية والنازية المتحدتين،  أما بعد الإنتصار عليهما فإنه توجه إلى مناهضة الإستعمارات الكبرى في العالم،  فكان على رأس المثقفين الإيطاليين الذين ساندوا شعوب الفيتنام والجزائر وفلسطين المكافحة،  كما كان صوت إفريقيا المستعبدة وأمريكا اللاتينية الرازحة يومها تحت جزمات المستبدين ومموليهم من رؤساء الشركات المتعددة الجنسيات. في خريف 1957،  زار ألبيرتو مورافيا مصر فقدم دعمه لها،  وهاجم فرنسا وإنجلترا وإسرائيل اللواتي حاربتها سنة 1956 إثر تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس،  وكانت المناسبة مواتية لألبيرتو مورافيا ليبدي رأيه في حرب الجزائر،  ففي حوار مستفيض أجرته معه إذاعة "صوت العرب" قال: "لابد للإستعمار الفرنسي أن يعترف أن الجزائر ليست ملك الباريسيين،  طال الزمن أو قصر سينتصر الشعب الجزائري على قوى الشر والظلم،  الإستعماريون ينهزمون اليوم في كل بقاع العالم والشعوب المستضعفة تسترجع حقها الواحد تلو الآخر". ظل ألبيرتو مورافيا يساند القضية الجزائرية حتى جلت القوات الإستعمارية عن بلادنا سنة 1962. وكان كاتب إيطاليا الكبير من أول المناصرين للفلسطينيين،  وبقي يدعم قضيتهم العادلة حتى آخر رمق من عمره. يكتبها: جيلالي خلاص من روايات مورافيا الشهيرة: غادة روما ـ أغوسطينو ـ المصلح ـ السأم إلخ.. أغلبها مترجم إلى العربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)