عرض مونولوج ''غلب النسا'' بالمسرح الجهوي لتيزي وزو تعرية تناقضات المجتمع الجزائري في قالب فكاهي

 تابع عشاق الفن الرابع، أول أمس، مونولوج غلب النسا تأليف وإخراج وتمثيل عبدالحميد فوري، بقاعة المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو. تجول الممثل عبد الحميد فوري من خلال عرضه بالحضور، وفي قالب فكاهي، بمختلف المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد، في مختلف المجالات، وما أفرزته من تغيرات في سلوك أفراد المجتمع الواحد، حيث يخوض الفرد رحلة البحث عن الذات وسط التناقضات وتضارب المصالح، في ظل غياب قنوات الاتصال وبروز حب الذات وزوال القيم الأسرية. وتناول الممثل في المونولوج العديد من النقاط والظواهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمع، التي أفرزتها التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها الجزائر بعد الاستقلال، وجسدها في تهميش المثقف واعتلاء أصحاب المال الرتب الاجتماعية العليا، وكذا بروز التطرف الديني وتفكك العلاقات الأسرية، إضافة إلى تدهور القدرة الشرائية للعامل الذي أضحى عرضة للبطالة بعد الانفتاح الاقتصادي.
ولم يخل العرض الذي تجاوب معه الجمهور، وأتى ناطقا باللغتين العربية والفرنسية، من الرسائل السياسية، من خلال طرح مواضيع عدة، منها التأخر الذي تشهده الدول العربية التي قال عنها العرب خارج الكرة الأرضية. هل يعقل  وجود  دول يهرب منها رؤساؤها ، حنا في الجزائر نموتوا على الأجانب و لقد تلقيت دعوة من لجنة بن صالح للتشاور ، الفقر يؤدي للحقد فلا يبقى بعدها مكان للحب وسط أفراد المجتمع ، كما تناول موضوع المجاهدين المزيفين والتنصير وغيرها من المواضيع الاجتماعية الهامة.
وفضل الممثل إنهاء عرضه بتوجيه رسالة للشباب الحالم بالحرفة، صائحا أنا وين.. أنا وين.. بلادي أرض حبوس لا ترهن ولا تشترى .