الجزائر

"عدم العمل بإقتراح الجزائر لإنشاء جيش إقليمي أمر مؤسف"




تستعد العاصمة المالية لإستقبال إجتماع آخر حول الأمن ومكافحة الإرهاب خلال الأيام المقبلة، الهدف هو خلق جيش بين مالي وبوركينا فاسو، تشاد والنيجر، وكذا موريتانيا لتأمين المنطقة، ولكن من دون الجزائر، فما هي فرص نجاح مثل هذه المبادرة .. ؟.جبريل ديوب، باحث في الجغرافيا السياسية، في جامعة باريس ثم في مونريال بكندا، وله إجازة في الدراسات الدولية مع إختصاص في "الإستراتيجيا وسياسات الدفاع" من جامعة باريس، ومن اختصاصاته أيضا القضايا الجيوسياسية والأمن الشامل في إفريقيا، له كتابان حول التنمية واللامركزية في إفريقيا، يقول في تصريح خص به "السلام" في هذه المسألة وفي متعلقاتها الأمنية وإقتراح الجزائر إنشاء جيش إقليمي قوي بكامل الصلاحيات: "لقد إتفقت الدول الساحلية تحت قيادة الجزائر على أن تنشئ جيشا يكون قوامه 75 ألف عسكري تسند إليه مهام حفظ الأمن ومطاردة الجماعات الإجرامية والإرهابية في المنطقة الصحراوية والساحلية، ولكن نرى الأمر أنه لم يمش بعيدا مع إنشاء قوى إقليمية من دون الجزائر وهذا مؤسف ..".الأمر هو أن الولايات المتحدة تريد مراقبة كل الأمور الأمنية بنفسها لأنها لا تثق ببلد آخر ثم إن العدو ليس فقط القاعدة بل هو أيضا الصين التي استطاعت أن تخترق السوق الإفريقية بنعومة وتحقق في المنطقة تقدما اقتصاديا لا يستهان به.كما يرى الخبير ديوب، أن "آفريكوم" لا تزال "تبحث عن بلد يأويها"، بعد رفض الجزائر وبعض الدول الإفريقية إنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها، فإن "آفريكوم" قيادة عسكرية كتب لها الوجود سنة 2008 ولكن لم تصل الى شيء من أهدافها الى حد الساعة، وبحسب أدبيات "آفريكوم" -يقول محدثنا- فإن الغاية منها مساعدة دول المغرب والساحل على التنمية والأمن والتصدي للأخطار الإرهابية بالمنطقة، وهذا طرح فيه من الريبة ما ينبئ بأن الأمر وراءه أشياء.في السياق ذاته أردف محدثنا "في حقيقة الأمر تحاول "آفريكوم" تسيير ومراقبة 52 بلدا إفريقيا في مجموع 53 بلدا – وارتفع العدد الى 54 مع استقلال جنوب السودان، إن الأهداف غير المعلنة لقاعدة "آفريكوم" هي السيطرة القريبة والمسطرة للنفط الإفريقي الذي قد يكون بديلا عن النفط الخليجي-15 بالمائة من النفط الإفريقي والمستهلك بالولايات المتحدة مصدره إفريقيا – وهذا الرقم سيرتفع إلى 35 بالمائة سنة 2025".الأهداف الجيوستراتيجية ليست غائبة أيضا عن "آفريكوم" لا سيما الجهة الشمالية للساحل الإفريقي والصومال تحديدا، فانتظار وجود موطئ قدم فقاعدة "آفريكوم" تكتفي بالحليف "جيبوتي" وببعض مواطيء القدم على السواحل الشرقية لإفريقيا، لقاعدة "آفريكوم" أيضا وحدة متنقلة بدولة مالي تعتني بتدريب جيش مالي والسنيغال أيضا ولها تدريبات دورية مع جميع جيوش المنطقة.وقبل "آفريكوم" كان للقوات الأمريكية حضور في المناسبات الضرورية مثل تدخلها العسكري في ليبيريا وفي نيجيريا. وعلى هذا إذا قلنا أن "آفريكوم" لم تجد بعد بلدا يأويها فهذا غير واقعي لأنها حاضرة بقوة في القارة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)