الجزائر

عدد الزائرين الصغار نافس عدد الكبار



معرض تجاري بقسنطينة يتحوّل إلى فضاء للتسلية و الترويح عن النفستحوّل المعرض التجاري الدولي بقسنطينة في اليومين الأخيرين إلى شبه حظيرة للتسلية، بسبب التهافت الملفت للزوار الصغار الذين نافس عددهم عدد البالغين، مما جعل المكان أقرب إلى فضاء للترفيه أكثر منه تجارة. و كالمعتاد سجل المعرض التجاري الدولي بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة الذي انطلق بداية الأسبوع المنصرم إقبالا ملفتا للزبائن و بالأخص الزبونات اللائي تنتظرن بلهفة موعد تنظيمه لدرجة بات المكان أشبه بمرفق للترويح عن النفس، خاصة بعد انضمام الأطفال إلى قائمة الزوار المتوافدين من كل صوب حتى من خارج الولاية، لدرجة يظن المرء أن المعرض يحوي فضاء خاصا للتسلية و الألعاب، لكثرة الوافدين الصغار الذين يرافقون أمهاتهم و تتعالى أصواتهم و صراخهم خاصة أمام الأجنحة المخصصة لبيع اللعب و كذا الحلويات و على رأسها "حلوة القطن"غزل البنات أو شعر البنات المعروفة عند الأغلبية باسمها اللاتيني"باربا بابا".
و هناك أمهات تحضرن أفراد العائلة كلها تقريبا، حيث يسيرون في جماعات وسط صراخ و انتقاد الأم أو الأب و قلق البائع الذي يخشى على سلعه خاصة السهلة التكسير، مثل الأواني الزجاجية التي كثيرا ما تعرض بطريقة فوضوية تقتضي السير بينها بحذر.
و قالت بعض ممن سألنهن عن سبب إحضارهن لصغارهن لمعرض يعرفن مسبقا أنه لا يحتوي على فضاء خاص بالأطفال، بأن رغبتهن في زيارة المعرض و اقتناء أغراض جديدة للبيت، لم تترك لهن مجالا للتفكير في احتمال مواجهة الاكتظاظ.
و بررت سيدة أخرى كانت تمسك طفلين و ابنتها تجر طفلين آخرين و تحمل رضيعا ثالثا في حمالة على صدرها، أنها وعدت أحفادها منذ المعرض السابق بالتقاط صور لهم على ظهر الحصان أو الجمل في المعرض القادم، لكنها تفاجأت بعدم مشاركة صاحب الخيمة و الحيوانات هذه المرة.
و ذكرت سيدة قالت أنها جاءت من ولاية سكيكدة بأنها سمعت من إحدى قريباتها عن المعرض فقررت زيارته لتجهيز ابنتها المخطوبة. و لم تخف دهشتها و استغرابها من شكل المعرض حيث علقت قائلة:" عندما رأيت المعرض من الخارج بخيامه العملاقة ظننت أنني سأدخل سيركا و ليس معرضا تجاريا".
و فيما تشابهت أجوبة عدد من الأطفال الذين طرحنا عليهم سؤال بخصوص الدافع الذي يحفزهم على زيارة مثل هذه المعارض، حيث قالوا أنهم صدموا لعدم وجود الألعاب التي تعوّدوا على رؤيتها هناك كالأرجوحة و السيارات المتصادمة، بالإضافة إلى حلوى "الباربابابا"التي يكاد وجودها يرتبط بالمعارض التجارية. كانت أغلب حجج النساء و الأمهات اللائي جلبن صغارهن بما فيهم الرضع تدور حول انعدام مكان أو شخص يعتني بهم في غيابهم مما أرغمهن إلى اصطحابهم معهم حتى لا يفوتوا فرصة زيارة المعرض.
و علّق أحد العارضين على الظاهرة قائلا " أكثرهم يأتون للتجوال و ليس للتبضّع، و المكان في نهاية الأسبوع يتحوّل إلى روضة أو حضانة للأطفال، و فضاء للاستجمام بالنسبة للكبار". إشارة إلى ظاهرة جلوس النساء أرضا بالمساحات الخضراء غير المستغلة داخل السوق إما لأخذ قسط من الراحة أو للتلذذ بالأكلات الخفيفة التي اشتروها هناك في غياب مطاعم و أجنحة مجهزة لخدمات الإطعام.
و مهما كانت الأسباب التي تدفع الآباء و بشكل خاص الأمهات إلى جلب صغارهم بما فيهم الرضع و حديثي الولادة إلى المعارض الدولية دون الاكتراث للتدافع و الاكتظاظ، فإن غياب مرافق التسلية و الترفيه تبقى وراء لجوء أكثر المواطنين و المواطنات على وجه الخصوص إلى تبديل عادة التجولّ بين المروج و الفضاءات الخضراء بعادة التبضّع من أجل التبضّع على حد تعبير إحداهن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)