"عاصيمي شريفة" تفتك المرتبة الأولى

* » الجمهورية« أول من يبشر المتفوقة وعائلتها
»تمنيت أن يكون والدي حاضرا اليوم معي ليشاركني فرحتي ويقاسمني ثمرة النجاح الذي حققته، إلا أن القدر كان أقوى من ذلك وخطفه الموت مني قبل أن أحقق ذلك«، كان هذا رد الآنسة عاصيمي شريفة التي لم تبلغ 18 سنة بعد ومع ذلك ظفرت بالمرتبة الأولى على مستوى ولاية وهران وشرفت الجميع بمعدل 17.82 من 20 في شهادة الباك شعبة العلوم التجريبية.
لم تكن »شريفة« تعرف أنها تقلدت المرتبة الأولى على مستوى ولاية وهران وتوجت على رأس المتفوقين قبل وصولنا الى بيت عائلتها، ظنا منها أنها بلغت عتبة النجاح بإمتياز فقط ولحين طرقنا الباب كانت فرحتها لم تتعد هذه النقطة بالذات وإقتصرت على سعادة النجاح لا غير ولم نكن نحن بدورنا نعلم أنها تجهل لحد الآن ما توصلت إليه وهو ما تبين لنا بمجرد دخولنا وتبليغ أسرتها المتواضعة البشرى الحقيقية وأنها شقت فعلا شطرا كبيرا من مشوارها الدراسي وبجدارة فسرعان ما إمتزج الجو العائلي بدموع الفرحة وزغاريد جدتها وأقاربها مرددة في نفس الوقت "شريفة" عبارة هل صحيح ما سمعته؟ وهل تقلدت المرتبة الأولى بمعدلي هذا«؟.
»شريفة« المتفوقة بإمتياز في دورة جوان والمتربعة عى كل قوائم الناجحين تحصلت على معدلات قياسية قريبة من العلامة الكاملة في 3 مواد أساسية، حيث إتضح لنا ونحن نطلع على كشف نقاطها أنها تحصلت على 19.50 من 20 في إمتحان مادة الرياضيات و19 في كل من مادتي العلوم الطبيعية والفيزياء، أما في اللغة العربية فقد وصلت عتبة 18 من 20 فيما تراوحت نقاطها في المواد المتبقية 13 و20.
فالمتحصلة على هذا اللقب تنحدر من أسرة تربوية من أم تعلم مادة العلوم الطبيعية بمتوسطة عشابة سني وأب متوفي كان يشغل منصب نقيب بمجلس قضاء معسكر أما بقية أفراد عائلتها يعملون بقطاعات حساسة، حيث باشرت دراستها بالطور الإبتدائي بمدينة المشرية ثم إنتقلت الى ولاية وهران لتكمل تعليمها بهذه المنطقة.
ورغم أنها يتيمة الأب وعدد أفراد أسرتها صغير جدا إلا أنها قطعت وعدا على نفسها أن تحصل على أعلى المعدلات في المرحلة الأولى الى غاية وصولها الى طور الثانوي بمؤسسة حمو مختار بحي العقيد لطفي حيث كان مسارها هنا حافلا بالتتويجات بشهادة أساتذتها الذين بذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق طموحاتهم وتفريغ شحنها المتزايدة فهنيئا لك »يا دلوعة أمك وتاج عائلتك الصغيرة« مع المزيد من النجاح.