الجزائر

عائلات من مالي وسوريا تتدفّق على وهران



عائلات من مالي وسوريا تتدفّق على وهران
تشهد وهران منذ أشهر قليلة إنزالا هائلا لعائلات إفريقية الجنسية، اكتسحت الشوارع في الفترة الأخيرة بعدما لم تجد مكانا تأوي إليه، وأصبحت تمتهن التسوّل أمام المساجد وفي الأسواق وتنافس العائلات الفقيرة الوهرانية في كسب عطف المحسنين. وعلى رأس هذه العائلات الهاربة من جحيم سوريا ومالي طالبة اللجوء السياسي.
ظهرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة ملفتة للانتباه، تجاوزت ما كان معتادا عن تواجد الأفارقة الذين هاجروا بطريقة غير شرعية، حيث اكتسحت عائلات بأكملها أماكن عمومية حوّلتها إلى مساكن مفتوحة على الهواء الطلق، ويظهر للعيان وجود عدد كبير من النسوة من مختلف الأعمار رفقة أطفالهنّ بعد دخولهم إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، ودفعت الأوضاع المزرية هؤلاء إلى جلب الأفرشة والأواني ومختلف الحاجيات إلى زوايا من الأرصفة أين يقيمون هناك على غرار ما يحدث أمام أحد مساجد حيّ "سانت أنطوان"، إذ توافد عدد كبير من النساء الإفريقيات المنحدرات من مالي تحديدا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية والحروب التي تعرفها المنطقة، ويكتمل المشهد المأسوي باصطحاب أطفال عراة حفاة، تمّ تهريبهم من جحيم الحرب فرارا بجلودهم، فيما يجهل مصير آبائهم، ولم تجد هذه العائلات امام الفقر المدقع الذي تتخبّط فيه غير امتهان التسوّل واستدرار عطف ساكنة وهران، أمام المساجد وداخل الأسواق طلبا للقمة العيش، حيث لا يتردّد هؤلاء في طلب أيّ شيء يسّد الرمق.
وقد قام بعض المحسنين بتزويدهم بالأفرشة والأغطية والأواني، والألبسة، وبقدر ما يثيرونه من اهتمام يحوزون على إعانات مختلفة من قبل المارّة وينالون الشفقة بسبب درجة الحرارة العالية التي يتعرّضون لها ليل نهار، وبلغ الأمر ببعض النسوة إفتراش السجّاد أمام المساجد والصلاة وقت الآذان وحمل السبحة، إيحاء منهنّ بأنّهن مسلمات، وتعرف مختلف الشوارع بوسط المدينة يوما بعد يوم تدفّقا هائلا للعائلات الهاربة من مالي طالبة اللجوء السياسي بالجزائر، إضافة إلى أفارقة آخرين من مختلف الدول الإفريقية المتاخمة للحدود الذين استقروا بوسط وهران وضواحيها على مستوى فنادق المدينة الجديدة ومستودعات وسكنات فوضوية مؤجّرة، ولا يستبعد أن يتضاعف عدد المهاجرين غير الشرعيين بوهران ومختلف ولايات الغرب في حال استمرار التوتّرات الأمنية في مالي، وهو الشأن ذاته بالنسبة للأوضاع في سوريا، حيث شهدت عاصمة الغرب في الأسابيع الأخيرة تدفق عدد كبير من العائلات السورية الهاربة من جرائم التقتيل والتعذيب طالبة اللجوء السياسي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)