الجزائر

عائلات توثّق احتضار موتاها وجنائزهم بالصوت والصورة!



عائلات توثّق احتضار موتاها وجنائزهم بالصوت والصورة!
فقدت الموت لدى بعض العائلات الجزائرية حرمتها ورهبتها، بعد الزحف التكنولوجي الذي لازمها وطغى عليها.. عائلات ترفع عدسات كاميراتها نحو الميت بدل أن ترفع له أكف الدعاء والتضرع لله بأن يخفف عليه سكرات الموت.. عائلات تصّور احتضار موتاها وجنائزهم وتوثقها بالصوت والصورة والفاعلون هم أهل الميت والمقربون منه، وبدل أن تكون الموت مصابا تقشعر لها النفوس والأبدان أصبحت مشهدا عاديا يتداول عبر الهواتف المحمولة في فيديوهات مركبة تصاحبها أدعية وآيات قرآنية."الشروق" استنطقت بعض الحالات التي صادفتها واستقصت رأي العلماء والأئمة في مشروعية الأمر وما له من تأثير على حرمة الميت وتعميق الأحزان لدى أقرب مقرّبيه. كانت مفاجأتنا كبيرة ونحن نشاهد إحدى السيدات تظهر صور والدها المتوفى منذ شهر تقريبا على هاتفها المحمول لإحدى صديقاتها وبدافع الفضول تقدمنا إليها وسألناها عن تأثير ذلك وكيف راودتها الفكرة لتجيب ودون تردد أنها تستظهر الصورة كلما اشتاقت إليه وأن ابنتها هي التي تكفلت بتصوير احتضار جدها، لتوثق الذكرى الأليمة، غير أنها أكدت لنا التأثر البالغ لوالدتها كلما رأت الصورة ما يدخلها في حالة حزن شديدة وعزلة ليمتنعوا بعدها عن استظهار تلك الصور أمامها.هذه السيّدة ليست الوحيدة بل حالات أخرى عديدة بحسب شهادات أصحابها وبعض المصوّرين الذين يقصدهم مواطنون من أجل ألبومات صور أو فيديوهات قصيرة تصوّر الوفاة والجنازة والدفن، يرفقها المركبون بآيات من الذكر الحكيم وأدعية وبجنيريك النهاية يحمل اسم المرحوم وتاريخ ميلاده ووفاته وحتى بعض اللحظات الجميلة في حياته كزواجه وأعياد ميلاده ولحظات ولادة أبنائه وغيرها من المناسبات العزيزة على قلبه.وفي هذا السياق قال الإمام سليم محمدي في رده على سؤال الشروق "إنّ المسألة لا يحكمها الحلال والحرام بقدر ما يحكمها الذوق الإنساني، فهي من الناحية الشرعية جائزة ولا حرج فيها، سيما إذا وفق الميت في التشهد قبل الوفاة وتبسم أو ظهرت عليه آثار ايجابية، أمّا في حال عكس ذلك فالأولى أن تحذف نهائيا.وعلّق على انتشار الظاهرة بأن القضية تقاس بمرحلة تكنولوجية متقدمة في العالم، لذا عمت البلوى وهي متروكة لذوق الناس. من جهته أستاذ العلوم الشرعية والعضو السابق بالمجلس الإسلامي الأعلى كمال شيكات قال إنّ الجانب الشرعي لا يقتصر على الحلال والحرام فهناك من الأمور ما ليس لنا فيه نصيب.وأخضع المتحدث الظاهرة إلى الآداب التي لا يحتاج فيها المرء إلى نص يحرّم أو يحلل، وباختصار يقول محدثنا إنه لا يوجد نص يحرّم الأمر والأصل في الأشياء الإباحة، لكن الموقف الرهيب يحتاج إلى تعامل خاص.وأضاف شيكات أن "جهل الإنسان جعله لا يحسن استغلال التكنولوجيا ويتعامل معها بعقلية البدو والأعراب مستشهدا بالآية الكريمة "إن هم كالأنعام بل أظل" واعتبر الأمر نتيجة الابتعاد عن الشرع والدين والتساهل في الفرائض وتضييع السنن، ما نتج عنه التفنّن في المكروه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)