الجزائر

عائلات تستعد للاحتفال ب"يناير 2967" بتخليدهم للذاكرة



عائلات تستعد للاحتفال ب
يستعد الجزائريون على غرار المغاربة للاحتفال، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2967، والتي تتوافق مع عام 1438 هجري و2017 للميلاد. لتتزين المحلات والأسواق الشعبية بمأكولات وحلويات تقليدية تخص المناسبة، والتي تحرص عليها العائلات كونها استذكار لبطولات وترسيخ لهوية صارع من أجلها أبناء جلدتها جميع ضربات الزمن.”إيط أوسڤاس” أو”ليلة العام”، بمعنى ليلة العام الأمازيغي الجديد، والذي يكون فيه ”يناير” أول شهوره، وهو في نفس الوقت بداية للموسم الفلاحي الجديد للأمازيغ، هؤلاء الذين يقدسون الأرض لدرجة تجسيدهم لها في جميع رموزهم الثقافية.في هذا السياق، أكد البروفيسور علي صياد الباحث الأنتروبولوجي، أن الأمازيغ لهم ألوان أساسية تتمثل في الأصفر، والذي يعني موسم الحصاد، الأخضر ويعني الزرع، اللون الأزرق الذي يعبر عن واد النيل، باعتبار أن الحضارة النوميدية والحضارة الفرعونية كان يجمعهما اعتقاد مشترك، فقد كانوا يظنون أن واد النيل إله وكانوا يعبدونه قبل مجيء الاسلام.يحيي الجزائريون رأس السنة الأمازيغية بطريقة تقليدية، بتحضيرهم طبق الكسكسي بسبعة أنواع من الخضر، كما تحضر أنامل النسوة عديد المعجنات التقليدية، مثل ”البغرير”، ”المسمن”، ”لخفاف”، ”المطلوع”.. لأنها تكون على مائدة قهوة الصباح وقهوة الأمسية التي تكون مفعمة بدفء عائلي يحمل نكهة خاصة أول يناير، والمميز أن المناسبة تحمل ”قيمة معنوية” وتجسيدها ليس بالضرورة أن تنفق من أجلها الأسر ميزانية معتبرة، بل المهم هو إيصال التراث للأجيال خاصة الأطفال الذين يعتبر ولاءهم لهويتهم جزءا من الثوابت الوطنية. تسبق رأس السنة الأمازيغية تحضيرات خاصة، حيث أن الكسكسي يكون مفتولا باليد، ناهيك عن ”الدراز” الذي يجمع أنواعا عديدة من الحلويات والمكسرات في طبق، وهي كناية عن بداية عام يسير ومليء بالأشياء الجميلة التي تضفي السعادة على النفوس. كما أن ”الدراز” يكون من نصيب الأطفال بشكل كبير، لأنهم ينتظرون لحظة تقديمه على المائدة، وبعض المناطق بالجزائر تضع أصغر طفل في البيت داخل ”ثاربويث” أو”الجفنة” وترمي على رأسه الحلوى حتى يكون فأل خير مع العام الجديد، ليوزع الدراز بعدها على الضيوف وأفراد العائلة. قامت ”الفجر” بجولة استطلاعية لسوق ساحة الشهداء الشعبي، والذي يعتبر من أقدم الأسواق الشعبية بالمدينة، ليعرض باعة المحلات والطاولات كمية معتبرة من أكياس ”الدراز” بأسعار متفاوتة حسب مقدار كمية المحتوى في الكيس البلاستيكي، والتي تحتوي الجوز، اللوز، ”الدراجي”، ”الڤوفريط”، ”الحلقومة”. ويحتوي الدراز فواكه مجففة مثل التين المجفف أو ”إيفساسن”، وغيرها من الحلويات. تبادلنا أطراف الحديث مع عدد من النسوة اللواتي كن بصدد شراء أكياس الدراز، لتقول أحد السيدات أنها أصبحت تحرص على أحياء يناير، خاصة أن وسائل الاعلام أبرزت البعد التاريخي والحضاري للمناسبة، مضيفة ”في البداية كنا نحضر عشاء يناير من باب العادات والتقاليد المتوارثة، لكن ما أكده المؤرخون من معلومات حول تاريخ رأس السنة الامازيغية، أصبحت أتشوق لمتابعة البرامج التلفزيونية وما تنشره الجرائد الوطنية حول الحدث، وهذا يجعلنا نعتز أكثر بأصالتنا”. من جهتها قالت ”نا وردية” إن ”يناير يوم مقدس عندي، وأنا أحضر من أجله مائدة تقليدية فاخرة، كما أنني أرتدي اللباس التقليدي القبائلي رفقة بناتي، خاصة أن لدي علاقة مصاهرة مع عائلة مغربية من بني شلح، فهم يشتركون معنا في الهوية ونتحدث مع بعضنا البعض باللسان الأمازيغي، لذا فمن المستحيل أن تمر على عائلتي ليلة يناير واليوم الموالي بشكل عادي، فنحن أعطيناه مكانة خاصة ونربي أبناءنا على ذلك”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)