الجزائر

عائلات اضطرت إلى ذبح مواشيها لمواجهة الجوع الشرطة لتأمين توزيع قارورات الغاز



أسعار البطاطا ترتفع إلى 110 دينار والحليب بـ50 دينارا قفز سعر الكيلو غرام الواحد من البطاطا إلى ما بين 80 و100 دينار خلال اليومين الماضيين بسبب التقلبات الجوية التي دفعت بالمضاربين إلى تخزين أطنان منها لإلهاب الأسعار، كما وصل سعر كيس الحليب إلى 50 دينارا، في حين بلغ سعر الخبز 20 دينارا. واضطرت مصالح نفطال إلى الاستنجاد بقوات الأمن لتأمين توزيع قارورات غاز البوتان بعدما تعرضت بعض الشاحنات للسطو من قبل المحتجين.
 دشنت أسواق الجزائر العاصمة أسعارا غير متوقعة للبطاطا التي بلغ سعرها الـ100 دينار، بعد أن تخطت عتبة 60 ثم 70 دينارا منذ أسبوع، ووصل سعر الطماطم إلى 120 دينار، في حين التهبت أسعار بقية الخضروات والفواكه بشكل لافت، في غياب بعض المنتوجات أصلا من الأسواق.
وتفيد تقارير مراسلي ''الخبر'' إلى أن نفس الارتفاع عرفته عدة ولايات، بسبب موجة البرد والثلوج التي حاصرت الحقول والمزارع وحرمت الفلاحين من جني المحاصيل.
وأوضح رئيس الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه، عاشور مصطفى، لـ''الخبر'' بأن ''سعر البطاطا وصل في أسواق الجملة إلى 60 دينارا، وأن برودة الطقس والطرق المقطوعة تسببت في المضاربة التي يفرضها بارونات السوق''، وأضاف ''الأزمة ستستمر إذا ما بقيت الطرق مقطوعة لأن الفلاح لا يمكنه الوصول لمحصوله أصلا''. في الأغواط وصل سعر البطاطا إلى 80 دينارا بأفلو، والبلديات المجاورة، وسجل السكان نقصا فادحا في التموين بالخضروات، حيث ظلت المحلات شبه فارغة منها بسبب العزلة التي شهدتها المنطقة جراء انقطاع الطرق بالثلوج والصقيع.
وعرفت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا مع استمرار موجة الثلوج والصقيع التي تسبب في غلق الطرقات في برج بوعريريج، حيث بلغ فيها سعر البطاطا 65 دينارا والطماطم 50 دينارا والفلفل 110 دينار والبصل 50 دينار واللفت والجزر بين 30 و50 دينارا، وحسب مدير التجارة فإن سوق الجملة يشتغل بنسبة 20 بالمائة بسبب وضعية الطرقات، وانعدام وسائل النقل بين الولايات.  كما شهدت كميات الحليب تراجعا خلال الأيام الأخيرة، بينما تم تموين الولاية بـ82 ألف كيس 45 ألف منها من ولاية المسيلة، في انتظار وصول الكميات القادمة من سطيف وتيزي وزو، ورغم ذلك لم تعرف المادة مضاربة  خلال هذه الفترة.

الثلوج تتسبب في ندرة الحليب والخبز
كما أدت الثلوج المتساقطة على عاصمة ولاية سوق أهراس في تذبذب التموين بمادتي الحليب والخبز، بسبب غلق المخابز من طرف أصحابها، وزادها عدم وصول حليب الأكياس إلى المحلات بسبب انسداد الطرقات بفعل تراكم الثلوج، مما ألهب أسعار المواد الغذائية التي أوعزها التجار إلى صعوبة الحصول على هذه المواد من الولايات المجاورة بسبب موجة البرد. كما وجه المواطنون نداءات استغاثة، ولاسيما مع غلق معظم المحلات والمخابز لأبوابها في ظل هذه الظروف القاسية.
وفي خنشلة شن المواطنون حركة احتجاجية ودخلوا في ملاسنات مع التجار الذين رفعوا أسعار المواد الغذائية الأساسية خاصة الخضروات، مستغلين الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح الولاية.
ووصل سعر حليب الأكياس إلى 50 دينارا، والخبز 20 دينارا فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من البطاطا ليصل إلى 110 دينار، أما قارورات غاز البوتان في المناطق النائية فتباع بألف دج.
المحتجون الذين صبوا جام غضبهم على الإدارة والمنتخبين، وجدوا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية متنفسا لإفراغ شحنة الغضب التي لازمتهم منذ العاصفة الثلجية التي اجتاحت الولاية الجمعة الماضي.

بحث في فائدة قارورة غاز البوتان
وكشف تجار التجزئة أن تجار الجملة تحينوا فرصة البروة الشديدة التي تعيشها المنطقة وكذا الاحتكار وطول مدة تلف الخضر بسبب البرودة ليلهبوا أسعار الخضر دون إعطاء الاعتبار لما يعانيه المواطن من الأعباء غير المنتظرة التي تسببت فيها الاضطرابات الجوية، مشيرين في السياق إلى أن تاجر التجزئة لا يتعدى هامش ربحه في الكلغ الواحد أكثـر من 15 دج كأقصى تقدير.
وفي غليزان ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، حيث بلغ سعر البطاطا في سوق يلل 80 دينارا للكغ، بعدما بيعت الأسبوع الماضي بـ40 دينارا، علما أن المنطقة تعتبر منتجة لهذه المادة الغذائية. وقد شملت هذه الزيادات باقي الخضر والفواكه التي أرجعها بعض ''الخضارين'' إلى التقلبات الجوية الأخيرة التي تحول دون جنيها. وكذا المضاربة التي يفرضها التجار غير الشرعيين في مثل هذه الظروف.
وفي ولاية تلمسان، تشهد المناطق الريفية ندرة كبيرة في المواد الغذائية بفعل انقطاع حركة المرور في العديد من الطرقات الولائية، خاصة الجنوبية. وترتب على ذلك توقف تموين سكان المدن الواقعة في هذه المناطق، وحتى بعض المناطق الشمالية على غرار بوادي منطقة ندرومة. فقد راسل سكان قرية العجايجة التابعة لبلدية جبالة والي الولاية من أجل التدخل لإنقاذهم من مخلفات التخلف والإهمال التي كشفتها ''الطبيعة'' بفعل تساقط الثلوج، حيث لجأ الكثير منهم إلى شراء الحطب لاستعماله في التدفئة والطهي بعد أن غاب عن قريتهم غاز البوتان لمدة تجاوزت أسبوعين.

قارورة بـ7 آلاف دينار جزائري للتوانسة
وفي الطارف اشتكى سكان بلديات الشريط الحدودي الأكثـر تضررا من موجة البرد والثلوج، من تهريب قارورات غاز البوتان إلى سكان الضفة التونسية، أين وصل سعر القارورة 100 دينار تونسي ما يعادل 7 آلاف دينار جزائري، الأمر الذي عمق من مأساة سكان المشاتي المعزولة في أزمة هذه المادة.

سيارات الشرطة لتأمين شاحنات غاز البوتان بتيبازة
وفي تيبازة تواصلت أمس الأزمة الحادة في التزود بقارورات غاز البوتان على مستوى بلديات الولاية، وعاشت وحدات البيع والتوزيع التابعة لمؤسسة نفطال أمس ضغطا لم تعرفه من قبل مع وصول الشحنات الأولى التي قامت سيارات الشرطة بتأمينها.
وفي هذا الإطار، عاشت وحدة البيع والتوزيع الرئيسية التابعة لمؤسسة نفطال بحجوط ضغطا رهيبا صنعته الطوابير الطويلة للمواطنين الباحثين عن قارورة غاز، وسط أجواء من المضاربة التي شهدتها مشارف هذه الوحدة، وكشف مواطنون في حديثهم لـ''الخبر'' أن بعض الشبان المضاربين باعوا القارورة الواحدة من غاز البوتان بـ1200 دينار، فيما أكد آخرون أن سعر القارورة وصل ببعض البلديات إلى 1400 دينار، ورغم هذا لم يجد المواطنون المغلوبون على أمرهم بدا من اقتنائها بهذا السعر.

أزمة جوع بمرتفعات جيجل
من جهة أخرى اضطرت الكثير من العائلات القاطنة بالقرى والبلديات المحاصرة بالثلوج على مستوى ولاية جيجل إلى ذبح ما تملكه من دواجن ومواشي، وأكل لحمها لمواجهة الجوع الناجم عن نفاد المؤونة لديها.
وكشف بعض المواطنين أمس في اتصال بـ''الخبر'' بأنهم وجدوا أنفسهم مرغمين على ذبح المواشي والدواجن التي يقومون بتربيتها، وذلك قصد استدراك الأزمة التي يعانون منها في مجال التزود بالمواد الغذائية الأساسية من جهة، ومن جهة أخرى لتفادي خسائر نفوقها، بسبب عدم قدرتهم على توفير الكلأ الذي تحتاجه، خصوصا وأن الثلوج قد كست كل الغطاء النباتي الذي يعد المصدر الغذائي الرئيسي لهذه المواشي.
وفي وقت عبر مواطنون آخرون عن أسفهم لتعرض الكثير من رؤوس الماشية التي يملكونها للنفوق بسبب غياب العلف وبرودة الطقس، فقد أكد بعضهم أن نفاد المؤونة لديهم أجبرهم على استهلاك كل ما ادخروه في السابق، على غرار أكياس الكسكسي المجفف بكل أنواعه، إضافة إلى دقيق القمح والشعير المخزن، مع استخدام القرعة الجافة أو ''الكابوية'' في إعداد المرق.
الجزائر: ز. فاضل  /  تيبازة: ب. سليم /  جيجل: م.منير/المراسلون

الحصار مفروض على آلاف العائلات  في بجاية وجيجل وسطيف وميلة
فتح أكثـر من 70 طريقا وتراكم الثلوج يشل الحركة في 29 طريقا آخر

 تمكنت وحدات الجيش الوطني ومصالح الأشغال العمومية والبلديات، أمس، من فك العزلة عن عدة بلديات وفتح 70 طريقا، كان تراكم الثلوج قد فرض الحصار عليها منذ أسبوع كامل، في الوقت الذي لا تزال فيه شبكة طرق عبر 15 ولاية مشلولة بحوالي 92 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا، أغلبها في بجاية وجيجل وسطيف وميلة.
بعد مرور أسبوع كامل من العواصف الثلجية وبرودة الطقس، تمكنت الآليات التابعة لوحدات الجيش الوطني والدرك والأشغال العمومية وشركات المقاولة الخاصة من فك العزلة في عدة بلديات وقرى بتيزي وزو تحديدا، التي تم فيها فك العزلة عن حوالي 60 ألف ساكن.
وتقلص عدد الطرق المقطوعة بنفس الولاية إلى 6 طرق مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، خصوصا الطريق الوطني الرابط بين تيزي وزو والبويرة، وتيزي وزو وبجاية. وأفادت تقارير وضعية شبكة الطرق التي تسلمت ''الخبر'' نسخة منها من خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، بأن الولايات التي لا تزال محاصرة بالثلوج هي تيزي وزو والبويرة والبليدة والمدية والمسيلة وبومرداس وتيبازة وتيارت وميلة وسوق أهراس وجيجل وبجاية وبرج بوعريريج وخنشلة وسطيف.
وأشار نفس البيان إلى أن 92 طريقا لا تزال مقطوعة، أغلبها في سطيف وميلة وجيجل وسطيف، وهو ما شل الحركة وصعب من تمويل المواطنين بالمواد الغذائية وغاز البوتان والحليب. وما أزم الوضعية أكثـر هو انقطاع التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب، بعد أن تجمدت المياه في بعض أنابيب عدة بلديات.
وأفادت مصالح الأرصاد الجوية بأن الاضطرابات الجوية التي ستستمر اليوم وغدا أيضا، ستمس المناطق الشمالية الوسطى والشرقية للوطن، وأضاف المتحدث باسم خلية الاتصال لـ''الخبر'' بأن الأمطار ستتجاوز 40 ملم، في حين ستجتاح ولايات الهضاب العليا عواصف ثلجية، خصوصا المرتفعات التي يزيد علوها عن 400 متر على سطح البحر، كما ستعرف درجة الحرارة انخفاضا يصل إلى أقل من 13 درجة مئوية تحت الصفر خصوصا في سطيف وبرج بوعريريج والبويرة وقسنطينة.
من جهته، قال الخبير في علم المناخ السيد جمال بوشرف، أمس، بأن الاضطرابات الجوية التي شهدتها الجزائر خلال الأيام الأخيرة ''استثنائية'' بالنظر إلى كميات الثلوج التي تساقطت على شمال الوطن.
وأضاف بوشرف في تصريح لـ''واج'' بأن ''الظاهرة الجوية التي عشناها في الأسبوع الماضي استثنائية بالنظر إلى كميات الثلوج التي بلغ علوها مترين في بعض المناطق''، وأضاف أن ''درجات الحرارة التي تدنت إلى ما تحت ثماني درجات خصوصا في الهضاب العليا تعد طبيعية بالمقارنة مع انخفاض درجات الحرارة في نفس الفترة من سنة 2005 حيث وصلت إلى غاية 14 درجة تحت الصفر.
واعتبر السيد بوشرف في هذا السياق أن ''الظاهرتين الجويتين التي عاشتهما الجزائر في 2005 وفي فيفري 2012 تعدان ''حالتين استثنائيتين لم تعشهما الجزائر من قبل''. وأضاف أن هذه الظاهرة ''يمكن أن تتكرر بعد فترات قصيرة بنفس الحدة''.
كما لقي 4 أشخاص حتفهم وجرح 171 آخرين في 141 حادث مروري في المناطق الحضرية خلال الأسبوع الأول من شهر فيفري الجاري حسب حصيلة للمديرية العامة للأمن الوطني.
الجزائر: زبير فاضل

يوسفي يأمر شركات سوناطراك وسونالغاز ونفطال بالعمل 24 /24 ساعة
 أعلن وزير الطاقة والمناجم على هامش زيارة عمل قادته مساء أمس إلى ولاية غرداية أن الوزارة أصدرت أوامر لشركات سوناطراك وسونالغاز ونفطال بعمل 24/24 ساعة من أجل توفير الطاقة وإيصالها إلى كل مكان لمساعدة الجزائريين على تجاوز الاضطرابات الجوية الحالية، وأشار المتحدث إلى أن وزارة الطاقة طلبت من شركة سوناطراك تقديم المساعدة بالإمكانات المتوفرة خاصة في مجالات النقل، وتوفير كل مشتقات النفط والغاز لشركة نفطال للقضاء على أزمة غاز البوتان.
وطلب يوسفي كافة رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالولايات التي تعرضت للتقلبات المناخية ''التقرب من منشآت نفطال من أجل التكفل بعملية توزيع غاز البوتان لفائدة السكان. وأعاد الوزير سبب الندرة المسجلة في قارورات غاز التدفئة والطهي البوتان إلى اختلالات في التوزيع بسبب الاضطرابات الجوية التي أدت إلى إغلاق عدد كبير من الطرق الرئيسية عبر الوطن.
غرداية:  محمد بن أحمد  

سكان بالبرج معزولون منذ أسبوع
 تبقى بلدية بن داود في المدخل الغربي لولاية برج بوعريريج على حدود ولاية البويرة، معزولة تماما، جراء الثلوج وموجة الصقيع المتساقطة على الولاية منذ أسبوع، ما أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية وغاز البوتان والأدوية في قاعات العلاج. وقد اشتكى المواطنون في اتصالهم بـ''الخبر''  من مجلسهم البلدي. وأكد المتصلون بـ''الخبر'' أنهم قطعوا 12 كلم مشيا على الأقدام، مستعينين بالأحمرة للوصول إلى مقر البلدية، وعرف الوضع تفاقما باستمرار موجة البرد بالولاية، وكان رئيس الدائرة في رده قد أوضح أن التركيز كان على فتح الطريق أمام فرق سونلغاز لإصلاح الكهرباء في اليوم الثالث، بينما أشار أحد المنتخبين إلى الجهود المبذولة لفتح الطريق للوصول إلى قرية الصمة المعزولة.
برج بوعريريج: بوبكر مخلوفي






سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)