الجزائر

ظاهرة الحزن في شعر بدر شاكر السياب



سنحاول من خلال هذا المقال عرض أهم القضايا التي أرقت بدر شاكر السياب منحت للكتابة الشعرية منحا حزينا. أما بدر شاكر السياب الشاعر الذي ابتلي "بما لم يبتل به غيره من الشعراء العرب في العصر الحديث من مرض مزمن قيد حريته ، وحدد مجال حركته. أدرك أن التجربة ضرورة ملحة و مهمة في عملية الإبداع الشعري و تصاعد نموه وتجدده الإبداعي( ). فالشعر الأصيل عند السياب هو بحاجة ماسة إلي تجارب متعددة ناتجة عن معاناة و مأساة يعيشها الشاعر. و مع أن السياب في سنواته الأخيرة ،"قد فقد معني البعد ، حين انفرد بمعالجة الموت و فقد القدرة علي الربط بين المحنة الدانية والجماعية"( )، التي لم يفلح في التصدي لها ، و هضم تراكمها المفجع"، وكل من يتتبع سيرة السياب مند أيامه الأولى و هو مقيم بالريف ، يدرك أن الشؤم و الحزن سيطرة علي نشأته الأولي مند وفاة والدته و هو في سن السادسة ، و تربى في أحضان جدته ، فالفقر ، والداء جعلا منه شاعرا متشائما ، " وربما أخد بطبيعته الريف مأخذ الروعة و السحر و شوغل باللهو في أرجائه، فسها حينا، وطاب له عيشه الطارئ، إلا أن شعور اليتم و العوز ظل مترسبا في قاع نفسه ، بل أن فكرة الموت و هاجسه صاحباه عليه فضلا عن قسوة الحياة، وربما افتقد ثقته بقدر الأشياء و عدالتها وحكمتها. لقد وفد إلي عالم متناقض، متعارض، لا يفقه معني لأحداثه ، والد موجود مفقود، يتمه بوالدته كأما يتمه بولده، أيضا وجدة تنوء موطوءة بأعبائها"( ).

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)