الجزائر - SERVICES


أدى التطور والنهضة العلمية في مجال جراحة الأسنان إلى بزوغ عدة تقنيات وإمكانيات لمعالجة الضرس المريض وإيجاد حلول بديلة ومريحة لتعويض الأسنان المفقودة بدل ترك فراغ في الفم بعد قلعه، غير أن الكثير من الجزائريين محدودي الدخل يرفضون هذه التقنيات ويتخوفون من عدم نجاعتها مفضلين قلع الضرس والتخلص منه نهائيا "التفرميش" على إنفاق مبالغ كبيرة في تزيين أسنانهم، وهو ما حصر موضة الاهتمام وتزيين الأسنان في فئات معينة ومنها الميسورة الدخل، بالإضافة إلى الفتيات المقبلات على الزواج واللواتي يحلمن بأسنان تضاهي أسنان الفنانات اللبنانيات.

تعتبر الابتسامة الجميلة المشرقة والقدرة على نطق مخارج الحروف بطريقة سليمة من الأمور التي يحلم بها كل شاب وفتاة، لذا تحرص الدول الأوروبية على تلقين أبنائها خلال السنوات الأولى من طفولتهم دروسا في كيفية استعمال الفرشاة ومعجون الأسنان، وحتى خلال مراحل تعليمهم تُخصص فترات بعد الأكل لتنظيفها وهو ما لا نجده في الجزائر. فقد أشارت الإحصائيات الأخيرة إلى إصابة ثلث الجزائريين بالتسوس. والوضع يزداد خطورة، خاصة عندما يفضل أغلبهم الاحتفاظ بأسنان مسوّسة أو فم فارغ بدل صرف ما يعادل 5 ملايين سنتيم في سبيل إصلاحه.

وعن الموضوع، تقول السيدة "م. سامية" في الثلاثينات من العمر، التقيناها داخل عيادة الأسنان رفقة ابنها، إنها تخشى زيارة طبيب الأسنان إلا عند الضرورة القصوى. وعلى الرغم من أن جزءا كبيرا من أسنانها تآكل بفعل التسوس لكنها لم تفكر في قلعها وتعويضها بأسنان أخرى، موضحة أن مشاغلها كبيرة وليس لديها الوقت للتردد على عيادة طبيب الأسنان. كما أن تركيب أسنان أخرى يتراوح سعره ما بين 5 و20 ألف دينار للسن الواحدة. وهو مبلغ كبير، خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان والدخول المدرسي، مفضلة البقاء بدون أسنان وهو أمر عادي بالنسبة إليها ولا يشكل لها أي حرج.

أما الحاج "علي"، وهو شيخٌ في السبعينات من العمر، فله وجهة نظر مغايرة تماما لسابقته، فقد قصد العيادة كي يفحص لثته وطاقم أسنانه، كونه يواجه بعض الصعوبات معه، وذلك استعدادا لاستقبال شهر رمضان كي يتمكن من الصيام والأكل وهو مرتاح البال، مستطردا أن الأسنان واجهة الإنسان فمتى كانت نظيفة وجميلة ترك الشخص انطباعا جيدا عند محدِّثيه، لكن أغلب الجزائريين لا يولون للأمر أدنى أهمية لأنهم غير معتادين على غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون، مضيفا أنهم في فترة الاستعمار كانوا يحرصون على نظافة أسنانهم بطرق شعبية فيستعملون الفحم لتبييضها والقرنفل لتعطير فمهم.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور"جيتلي" المختص في طب الأسنان، والذي زارته "الشروق" في مقر عيادته بحسين داي، أن الجزائريين يعانون من غياب ثقافة العناية بالفم والأسنان. وقد أصبح "التفرميش" صورة متفشية في المجتمع تكاد تكون عادية ولا تسبِّب أدنى انزعاج لصاحبها أو المحيطين به، مفيدا أنه حاليا توجد الكثيرُ من الحلول البديلة للحصول على ابتسامة مثالية وجميلة كتعويض الفراغ بعد نزع الضرس أو السن المريضة، ووضع سن أخرى بدله تكون إما ثابتة بصفة دائمة أو مؤقتة تنزع ويعاد تركيبها، لكنه من الضروري جدا تعويض الفراغ لكي لا تتآكل بقية أسنانه وتتساقط أو تعوجّ.

وأشار الدكتور "جيتلي" في حديثه أن تقنية الغرس تعتمد على نزع الضرس المصابة ووضع لولب ثم بعد فترة يتم تركيب الضرس عليه، لكن أغلب المواطنين يعتقدون أنها من الجراحات التجميلية التي يمكن الاستغناء عنها خاصة وأن سعر السن الواحدة يتراوح ما بين 5 آلاف و20 ألف دينار، وهو ما يدفع الكثيرين إلى التخلي عن أسنانهم وتركيب أطقم صناعية؛ فك علوي وسفلي بـ 20 ألف دينار، قد تكون أكثر حسب نوعية الأسنان المستعمَلة فهناك العادية والمصنوعة من السيراميك.

وأكد المختص في طب الأسنان أنه من الضروري جدا علاج الضرس المريضة والاهتمام بحالة اللثة وعظام الفكين قبل تحديد نوعية العلاج، فهناك من يناسبه "البريج" أو "الجسر" بعد إزالة الجزء المصاب تُركَّب مكانه أسنانٌ أخرى، إلا أنه من الضروري جدا خضوع الراغبين في تعويض الأسنان بأية طريقة كانت للمراقبة بصفة دورية تحسُّبا لأي مضاعفات. وعن تبييض الأسنان أوضح المختص أنه يندرج ضمن تجميل الأسنان، وهناك عياداتٌ تعتمد على المبيض وهو يشبه الصبغة تلمِّع الأسنان لكنها تزول بعد مرور حوالي شهرين، والحل الأنجع لتبييضها هو إزالة الكلس الناجم عن المياه وشرب القهوة والسجائر وستستعيد لمعانها طبيعيا.





عيادات‮ ‬خاصة‮ ‬تطالب‮ ‬الوزارة‮ ‬بفتح‮ ‬سوق‮ ‬المواد‮ ‬الأولية‮ ‬

‭"‬الترابانديست‮" ‬يتحكمون‮ ‬في‮ ‬زراعة‮ ‬الأسنان‮ ‬بالجزائر

بلغت الدول العربية والمغاربية مستوى كبيرا في طب زراعة الأسنان، خاصة سوريا التي تعدُّ رائدة في المجال، بينما بقيت الجزائر في مرتبة متأخرة من هذه الجراحة التي لا تزال حكرا على الأغنياء بسبب ارتفاع أسعارها. وتلعب وزارة الصحة دورا في حرمان الملايين من المواطنين‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬التقنية‮ ‬بسبب‮ "‬الاحتكار‮" ‬الذي‮ ‬تفرضه‮ ‬على‮ ‬استيراد‮ ‬المواد‮ ‬الأولية‮ ‬التي‮ ‬تدخل‮ ‬في‮ ‬تركيب‮ ‬الأسنان‮ ‬مما‮ ‬دفع‮ ‬بالعيادات‮ ‬الخاصة‮ ‬إلى‮"‬التراباندو‮" ‬لتلبية‮ ‬الطلبات‮ ‬المتزايدة‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬العلاج‮.‬

زرنا أول وأكبر عيادة متخصصة في زراعة الأسنان بالجزائر، وتقع بعين البنيان بالعاصمة، اقتربنا من كبار المتخصصين منهم جزائريون وأجانب، فزراعة الأسنان التي يجهل عنها المواطنون الكثير من المعلومات تُعتبر من أعقد التخصصات حاليا في الجزائر في مجال جراحة الأسنان. فالجامعات الجزائرية إلى حد الآن لا تدرِّس هذا التخصص لكن هناك أطباء ومنهم الدكتور بن عمار، وهو جراح بعيادة عين البنيان يجري عمليات زراعة عظام الفك يقوم حاليا بدورات تكوينية في مستشفى بني مسوس لتدريس هذا التخصص الدقيق.



عراقيل‮ ‬البنوك‮ ‬والرسوم‮ ‬الجمركية

يوجد في العيادة مخبرٌ كبير لترميم الأسنان تابع لعيادة الزرع والذي تم إنشاؤه سنة 2004 يحتوي على كل الوسائل بما فيها فرن إلكتروني يذيب المعادن بدرجة 1600 درجة مئوية. وقد صُمِّم المخبر خصيصا للتعامل مع زبائن من دول أوروبية، خاصة وأن أسعار الترميم والزراعة أقل تكلفة مقارنة بدول أوروبية، فطبيب الأسنان في فرنسا يتقاضى 4 آلاف أورو في حين طبيب الأسنان في عيادة الزراعة بالجزائر يتقاضى حوالي 2 أورو فقط، وهو ما جعل الأجانب والمغتربين الجزائريين في أوروبا يفضلون زراعة الأسنان في الجزائر، لكن مدير العيادة السيد تكارلي بن يوسف صرح لـ"الشروق اليومي" أنهم تلقوا عروضا لتصدير العمل إلى فرنسا وإيطاليا، لكن العراقيل البيروقراطية والتعقيدات الإدارية أحبطت مشروع المخبر ليكون عالميا وهو حاليا يقتصر على الطلبات الوطنية فقط التابعة للعيادة.

كما أن العراقيل التي تفرضها البنوك على الأجهزة المتطورة كنسبة الفوائد التي تصل إلى 10 بالمائة على القروض وارتفاع نسبة الحقوق الجمركية التي تصل إلى 42 بالمائة من سعر الأجهزة والرسم على القيمة المضافة بـ17 بالمائة، صعَّب من دخول الكثير من التقنيات التي تختزل الوقت في نحت وبناء الأسنان وزراعتها، ومنها أهم جهاز يسمى "كات كام" وهو جهاز إلكتروني لتصوير الأسنان موصول إلى آلة نحت مباشرة تنحت الأسنان حسب حجمها ولونها وموقعها في الفم، يبلغ سعره حوالي 100 ألف أورو، وتعجز العيادات عن استيراده، لأن تكاليف الفوائد والجمركة‮ ‬والرسوم‮ ‬تصل‮ ‬ثلثي‮ ‬القرض‮.‬

وتلجأ عيادة زراعة الأسنان إلى توفير الطلبات بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرغبون في زراعة متطورة ودقيقة بتقنية "كات كام" إلى إرسال العمل إلى لبنان لنحت الأسنان وهي باهظة الثمن في حين أن هناك تقنية بناء الأسنان في الجزائر يدويا وتستغرق وقتا طويلا وقد لا ترضي أذواق‮ ‬‭"‬الزبائن‮".‬



التراباندو‮ ‬وتسويق‮ ‬مواد‮ ‬محظورة‮ ‬

التقينا طبيبَ الأسنان السوري فرج يازجي، وشرح لنا كيفية بناء الأسنان في المخبر باستخدام مزيج من المواد والمعادن، وقال إن المادة الأولية التي تدخل في صناعة السن نادرة وأسعارها مرتفعة ويتحكم في السوق أشخاصٌ ليست لديهم حِرفية ولا خبرة وهم مجرد تجار؛ ففي العيادة يتوفر كل شيء من الوسائل والتقنيات، لكن يتوقف العمل لأيام لمجرد نقص في أبسط المواد كطلاء الأسنان والمادة التي تغلف بها. وأضاف يازجي: "سبق وأن اشترينا مواد مصنعة في فرنسا تحتوي على مواد محظورة كـ"النيكل" وهو معدنٌ يسبب الحساسية ويشكل خطورة على صحة طبيب الأسنان وعمال المخبر في حال تعرضه للأكسدة". وقال إن وزارة الصحة ليس لديها رقابة على ما يتم استيراده من مواد أولية في زراعة الأسنان. وأضاف أنه يتعامل مع موزعين جزائريين للمادة الأولية، وليست لديهم خبرة كافية، فهم يشترون مواد من السوق الأوروبية تحتوي على تركيبات‮ ‬محظورة‮ ‬أو‮ ‬خطيرة‮ ‬على‮ ‬صحة‮ ‬الإنسان،‮ ‬وأحيانا‮ ‬يستوردون‮ ‬مواد‮ ‬دون‮ ‬توضيح‮ ‬تركيبتها‮.‬

ويتمُّ بناءُ الأسنان الموجهة للزرع داخل عظم فك الفم من معدن يغلف بطبقة من "أوباك" وهي عجينة تُغلف بدورها بطبقة من السيراميك ثم توضع في الفرن تحت حرارة تصل 1400 درجة لتصبح صلبة ثم تتحول إلى عاج أو "بورسولان". وقال الدكتور فرج يازجي إنه يستخدم حاليا معدن "كروم‮ ‬كوبالت‮" ‬بدون‮ ‬نيكل‮ ‬يتم‮ ‬استيراده‮ ‬من‮ ‬ألمانيا‮ ‬يصنعه‮ ‬مخبر‮ "‬بيغو‮" ‬يغلف‮ ‬بالسيراميك‮ ‬الأمريكي‮ ‬المصنع‮ ‬في‮ ‬أوروبا‮. ‬

وهناك أسنان تُصنَّع من مواد ثمينة للأشخاص الأثرياء وهي مزيج مكوّن من 70 بالمائة ذهبا و30 بالمائة معدن "بلاتيوم" وهو يشبه البلاتين. هذه المادة غير متوفرة في السوق ونادرة جدا تستخدم في تغليف السن الاصطناعية، وتشتري العيادة كميات قليلة منها حسب الطلب عن طريق "الطراباندو" ويصل سعر الغرام الواحد منها 15 ألف دينار. وهناك أسنان تُصنع في العاصمة اللبنانية بيروت لا تحتوي على المعدن ومكونة أساسا من "أكسيد الزيركون" وهو نفس مصدر الماس، وهي أسنان بأسعار ليست في متناول الجميع وتُصنع حسب الطلب أيضا.



زراعة‮ ‬العظم‮ ‬أساس‮ ‬الجراحة‮ ‬

دخلنا غرفة الجراحة بعيادة عين البنيان، وهي غرفة بيضاء اللون معقمة ومزودة بمصفي هواء بدرجة عالية تستخدم فيها أدوات معلبة في أكياس بلاستيكية بعد تعقيمها لمدة ساعة ونصف داخل جهاز "أوتوكلاف" وهو نظام التعقيم الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة.. داخل هذه الغرفة تتم عمليات جراحية دقيقة تتمثل في زراعة العظم، بالنسبة إلى الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم في سن مبكرة حيث يضمحل العظم الطبيعي ولا يمكن زراعة الأسنان في هذه الحالة إلا بعد عملية زراعة العظم في مكان السن المفقود. ويستخدم في هذه الجراحة إما عظم يتم نزعُه من الرأس‮ ‬أو‮ ‬الفخذ‮ ‬أويتم‮ ‬استخدام‮ ‬عظم‮ ‬اصطناعي‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬مصدر‮ ‬حيواني‮ ‬كالبقر‮. ‬وتتوفر‮ ‬العيادة‮ ‬على‮ ‬بنك‮ ‬للعظام‮.‬

‮ ‬

مشاكل‮ ‬زراعة‮ ‬الأسنان

من جانبه، قال الدكتور أحمد بن عمارة مدير تقني لعيادة عين البنيان إن نسبة الفشل في زراعة الأسنان تصل إلى 8 بالمائة عالميا. وهي أسباب متعلقة بفشل الزراعة من طرف الطبيب، وفي حال عدم التحام السن المزروعة مع العظم يُنزع ويعاد زرعه. وتفشل الزراعة عادة عند الأشخاص‮ ‬المصابين‮ ‬بالسكري‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬عدم‮ ‬محافظتهم‮ ‬على‮ ‬نسبة‮ ‬السكر‮ ‬في‮ ‬الدم‮.‬

وأوضح أن فشل الزراعة لا علاقة له بجهاز المناعة كما يعتقد البعض وأن الجسم لا يرفض السن لأن الجزء المزروع داخل العظم مصنوعٌ من مادة "التيتان" وهو معدن لا يرفضه الجسم مثله مثل المفاصل المعدنية التي تستخدم في حال كسور العظام.

وأضاف‮ ‬أن‮ ‬زراعة‮ ‬الأسنان‮ ‬لا‮ ‬تُجرى‮ ‬للأشخاص‮ ‬المدمنين‮ ‬على‮ ‬التدخين‮ ‬ومرضى‮ ‬السكري‮ ‬والمصابين‮ ‬بالأمراض‮ ‬العصبية،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد‮ ‬سن‮ ‬محددة‮ ‬للزراعة‮ ‬ابتداءً‮ ‬من‮ ‬سن‮ ‬18‮ ‬سنة‮ ‬فما‮ ‬فوق‮ ‬حتى‮ ‬مرحلة‮ ‬الشيخوخة‮.‬




اين تقع العيادة .كم سعر تكلفة زرع سن أو ضرس .مضمون عمر السن إلى مدى طويل .سؤالي سعر معقول و جودة عالية مع الضمان
جعفري حسام - عمل حر - ام البواقي - الجزائر

08/03/2020 - 417415

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)