الجزائر

طابور الطامحين..



بمجرد إعلان رئيس الجمهورية عن استدعاء الهيئة الانتخابية للانتخابات الرئاسية وتحديد يوم 18 أفريل المقبل لإجرائها, وما أن أعلنت وزارة الداخلية عن فتح المجال لسحب استمارات جمع التوقيعات الخاصة بهذا الاستحقاق الانتخابي, حتى تشكل طابور الطامحين في كرسي قصر المرادية والطامعين في ريع الجزائر, والغريب في هذا الطابور أنه ضم الكثير ممن ظلوا يتمنعون عن مجرد التفكير في نية الترشح في وجود من ينعتونه بمرشح السلطة.وهكذا كان الطمع في كرسي الرئاسة أقوى لدى هؤلاء من كل شروطهم اللاديمقراطية واللادستورية واللاقانونية, وأيضا اللاسياسية. لأن السياسة في نهاية المطاف هي فن الممكن لكن ضمن قواعد تقود خطوات جميع السياسيين, ومن هذه القواعد أن الترشح لاستحقاق رئاسي لا يتم بين عشية وضحاها فهو خطوة تحتاج إلى تحضير دؤوب يستمر ليس اسابيع أو شهورا ولكن سنوات عديدة تهيئ الأرضية الشعبية وتكفي لضمان التأطير اللازم والتوثيق المقنع والرصيد الأدنى المضمون من أصوات الهيئة الناخبة أي» 600 توقيع فردي -على الأقل- لأعضاء منتخبين في مجالس بلدية أو ولائية أو برلمانية، موزعة على 25 ولاية» أو «60 ألف توقيع فردي للناخبين، عبر 25 ولاية على الأقل، شريطة ألا يقل العدد الأدنى للتوقيعات المطلوبة في الولايات المقصودة عن 1500 توقيع». فهذا نموذج مبسط لخريطة طريق من يرغب في تجاوز مرحلة الترشح للترشح للرئاسيات, ولا نعتقد أن أحدا من الواقفين في طابور «الترشح للترشح» قد أعد مثل هذه الخريطة لدخول معمعة الانتخابات الرئاسية , بل أكاد أجزم أن أحدهم قد اطلع على قائمة منافسيه في مرحلة الترشح للترشح, وإلا كان الكثير منهم قد أعفونا من الافتخار «بأنه أول المترشحين لرئاسيات أفريل2019» !
لقد اعترف أحد الشخصيات الدبلوماسية المرموقة في الجزائر قبيل رئاسيات 1999, ردا على استفساره حول إمكانية ترشحه «إن الرئاسيات ليست سوقا يدخلها أي أحد « فهل أضحت حاليا «سوقا يدخلها أي أحد «؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)