صيف مريح للجميع

تخصص الشعب ابتداء من عدد اليوم مساحة متميزة تنقل نشاطات موسم الصيف وتعكس وتيرة الحياة بعد سنة كلها جهود وعطاء وعمل كل في حقله، من العامل إلى الموظف مرورا بالتلاميذ والطلبة.
إنها “صيفيات” التي تحمل أوراقها كل يوم مستجدات ومعطيات الموسم عبر مختلف أرجاء الوطن حيث يقضي المواطنون وبالأخص العائلات فترة العطلة في ظل الطمأنينة والهدوء رغم هاجس الأسعار التي لا تزال تتصف بالارتفاع ما يخلط حسابات أكثر من شخص.
عطلة الصيف وإن كانت تعني التوجه الطبيعي لأغلبية السكان وبشكل لا تردد فيه إلى الشواطئ الخلابة على امتداد الساحل الوطني بكل ما يعكسه من جمال ورونق، فان هناك شريحة معتبرة تفضل مقصد الغابات كوجهة لقطف قسط وفير من الراحة والهدوء وتجديد النفس.
وسواء في البحر أوفي الغابة لا ينبغي على الإطلاق تخلي الإنسان عن حيوية الفكر والتجديد المعنوي بالسقوط في قطيعة مع المحيط بمفهومه الشامل. بل المفيد في ظروف مواتية كهذه الحرص على إعادة صياغة نمط الحياة اليومية دون فقدان حلقة الربط مع محيطه وذلك بإتباع جملة من الاحتياطات مهما كان الموقع.
بلا شك أن لكل مكان أو نوع للاصطياف متطلباته الوقائية التي ينبغي الالتزام بها تفاديا لانعكاسات سلبية قد تكلف صاحبها الكثير، ما يجعل الأمر يقتضي الحذر والحيطة على كافة الجبهات سواء الاستجمام أو الأكل أو التعرض للشمس خاصة لشريحة الأطفال والنساء وكذا كبار السن.
ولكن في ظل كل هذا المناخ المثير والمغير لسلوكات الإنسان بميله أكثر لإتباع مسار اجتماعي مخالف لذلك الذي رافقه طيلة سنة من النشاط، لا ينبغي الانقطاع عن المطالعة مثلا أو متابعة المستجدات. وليت أن يبقى الكتاب رفيقا حتى على ضفاف الشاطئ أو تحت ظل شجرة، على اعتبار أن العطلة لا يمكن أن تكون فترة لضياع وقت ثمين في عالم يفاجئ في كل مرة بتفوق شعوب تعرف كيف تحول العطلة إلى مصدر إنتاج أفكار أو تجديد للحياة.
صيفيات هي أيضا أوراق لمرافقة القراء الكرام خاصة من خلال شبكة مراسلينا في كافة أرجاء البلاد لنقل يوميات الحياة بكل تطلعاتها ومصاعبها وتحدياتها، ونحرص على أن تكون مرآة صادقة للواقع ونقل صورة الجزائر العميقة التي لا يوجد غير الصيف فصلا مواتيا لاستكشافها عن قرب والتمتع بالجغرافيا والطبيعة والتقاليد العريقة للإنسان الجزائري الذي يعيش حاليا على صدى الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية.