الرحلة من فنون النثر الأدبي القديمة، يصف فيها صاحبها ما صادفه من مناظر مختلفة طبيعية أو غيرها، ويطلع القراء على أحوال البلدان التي زارها، وعلى عادات وتقاليد أهلها وأخلاقهم. كما تعتبر الرحلة مصدرا من المصادر التاريخية التي تنقل أخبار الأمم، والجماعات البشرية، طقوسها وطرائق معيشتها. والجزائر من البلدان التي زارها كثير من الرحالين والكتاب والشعراء والعلماء والمؤرخين. ولقد كان أغلبهم من الأوروبيين، مما يبعث في نفسية الجزائري أديبا أو مؤرخا أو أكاديميا، الشك في حقائق الأخبار المنقولة وما يعتريها من الدس والتشويه تبعا لما اقتضته مصالحهم، الشيء الذي يصعب مأمورية كتابة تاريخنا كتابة يقينية. ولهذا استدعى الأمر الالتفات إلى المصادر العربية، والتخلي ما أمكن عن نظرة الغربيين المشوبة بالتحيز والنقل الزائف. ولعلّ من بين العرب، بعض الرحالة المغاربة ممن زاروا الجزائر في العهد العثماني وأقاموا بها فترة من الزمن. فالمعلومات المقدمة- من لدنهم- حول مدنها وقراها، تتسم بالنزاهة والموضوعية، بالإضافة إلى الجمالية في التصوير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد حمودي
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 16, Numéro 27, Pages 219-229 2015-06-01