تتناول هذه الدّراسة الجانب النّفسي من الصّراع الحضاري بين الشرق والغرب في الرّواية العربية الجزائرية ممثّلة في رواية " مالا تذروه الرّياح " لعرعار محمّد العالي. فهي تركًز على العلاقة النّفسية القائمة بين الغرب المستعمِر (فرنسا) و الشّرق المستعمَر (الجزائر) من خلال تحليل علاقة البطل " البشيـر" بالفرنسية " فرانسوار". و هـي علاقة نفسية مريضة قائمة على نوع من السادية أو التّلذّذ بتعذيب الآخر سواء كان هذا التّعذيب جسديّا أم نفسيّا و هو الأخطر. فعلاقـة " فرانسواز" السادية تجاه البشير ترمز بذكاء إلى العلاقة السّادية التي تربط المستعمِر (فرنسا) بالمستعمَر (الجزائر)؛ حيث يتلذذ الأول بتعذيب الآخر حتى بعد الاستقلال. فغالبا ما تبقى علاقة المستعمِر بالمستعمَر – حتى بعد حصول هذا الأخير على استقلاله – علاقة مريضة تقوم على الخضوع و التّبعيّة بكلّ ما تحمله من معاني الاحتقار و الازدراء، بدلا من أن تكون علاقة تساوٍ و تكامل، لا مكان فيها لفوق و تحت أو قويّ وضعيف أو غالب و مغلوب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بموسى عبد القادر شريف
المصدر : حوليات جامعة قالمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية Volume 4, Numéro 1, Pages 1-26 2010-06-30