الجزائر

"صنع في الجزائر".. قاطرة لنهضة اقتصادية حقيقية


❊ ارتفاع نسب الإدماج وفرص تصديرية هامة نحو إفريقيا
❊ مجمع "كوندور": تصدير نحو 3 ملايين وحدة من ضواغط الثلاجات نحو إفريقيا
❊ الرائد فتحي بوهيدل: بلغنا مستوى عاليا من التحكم في التقنية بسواعد جزائرية
أبرزت الطبعة 31 من معرض الإنتاج الجزائري التطوّرات التي شهدتها الصناعات الوطنية في مجالات مختلفة، بما يوحي بوجود ديناميكية مميزة تدفع بالجزائر نحو الارتقاء الاقتصادي على المستويين الجهوي والدولي.
سمحت الجولة التي قامت بها "المساء"، أمس، في أجنحة معرض الإنتاج الجزائري بالوقوف على التوجهات الجديدة التي تسير عليها الصناعات الوطنية في شقيها المدني والعسكري وكذا الطموح الكبير لدى الشركات الجزائرية لاقتحام الأسواق الجهوية ولاسيما الافريقية، التي تعد اليوم أهم وجهة بالنظر لعوامل متعددة.
ذلك ما أوضحه جلال حسيني الدكتور في مجال الصيدلة، الذي أطلق في 2020 مؤسسته الناشئة "ايمانيوم بيو" والتي يقوم من خلالها بإنتاج مواد طبيعية للعناية بالبشرة مستخلصة من منتجات النحل ومن المياه المعدنية لحمام بوحنيفية.
وأكد حسيني في تصريح ل"المساء" أن دراسات السوق العالمية في الوقت الراهن، تشير إلى الأهمية والخصوصية التي تتمتع بها السوق الافريقية بالنظر لعديد العوامل أبرزها التشبع الذي تعرفه بعض الأسواق في قارتي أوروبا وآسيا، إضافة إلى الأوضاع الجيوسياسية المتوترة في بعض المناطق، والتي تعيق التموقع فيها تجاريا.
وأكد محدثنا أن عملية تسويق المنتوج الخاص ستكون بداية السنة المقبلة، لتتزامن مع عمليات تصدير متوقعة نحو بلدان إفريقية مثل تونس وليبيا ومصر ونيجيريا، حيث توجد فرص مؤكدة، تمكن من الحصول عليها بفضل مشاركاته في عديد المعارض داخل الجزائر، حيث اعتبر أن هذه الأخيرة أصبحت الأهم على المستوى الاقليمي تغني الشركات الجزائرية عن اللجوء إلى الخارج للبحث عن فرص تصدير موثوقة.
وإذا كان التصدير طموحا مستقبليا للدكتور حسيني ومؤسسته الناشئة، فإنه واقع راهن بالنسبة لمجمع "كوندور" الذي يعد رائدا في مجال التصدير نحو افريقيا، مثلما أوضحه ل"المساء" المدير العام المساعد محمد الصالح دعاس، الذي تحدث عن المشروع الجديد للمجمع المتمثل في إنجاز مصنع لضواغط الثلاجات الذي سينتج 4 ملايين وحدة سنويا من بينها 3 ملايين وحدة موجهة للتصدير، برقم أعمال تصدير يصل إلى 100 مليون دولار سنويا.
وشدّد دعاس على أهمية السوق الافريقية بالنسبة للمجمع الذي كان حاضرا في مراسم انضمام الجزائر إلى منطقة التبادل الحر الافريقية، التي ستسمح للمجمّع بتعزيز تواجده في القارة بعد دخول للسوق الافريقية منذ سنوات.
وأوضح في هذا الصدد بالقول "حذف الرسوم الجمركية عن السلع الموجهة للتصدير سيمكننا من المنافسة أكثر بفضل تخفيض التكلفة".
وحسب محدثنا فإن الحصة الأكبر من رقم أعمال صادرات المجمّع يجنيها من السوق الافريقية، لاسيما فيما تعلق بتصدير الثلاجات ومكيفات الهواء، وبالمناسبة أشار إلى إطلاق المكيف الجديد "تروبيكال" الذي يعمل في درجات حرارة قصوى تتعدى 60 درجة والموجه أساسا للسوق الافريقية.
وموازاة مع التطوّر الذي تشهده الصناعات الجزائرية المدنية، أصبحت الصناعات العسكرية تشكل فخرا كبيرا للجزائر، من خلال ما توفره من أسلحة وعتاد بجودة عالية يصنع بسواعد وطنية.
وتعد مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة مثالا يمكن القياس عليه، حيث دأبت في كل المعارض على تقديم الجديد في مجال اختصاصها، كما أوضحه ل"المساء" الرائد فتحي بوهيدل ممثل المؤسسة المختصة في الأسلحة الخفيفة وأدوات الإنتاج على غرار قطع الغيار الميكانيكية.
وقدمت المؤسسة في هذه الطبعة منتوجها الجديد المتمثل في بندقية صيد عيار 12 بنسختيها أحادية ومزدوجة الزناد، وبخصائصها التقنية جد المتطوّرة ومنها اللفظ الاوتوماتيكي للمقذوفات بعد الرمي والتأمين الاوتوماتيكي عند التزويد والوزن الخفيف الذي يمكن من التسديد أثناء المشي.
وشدّد محدثنا بافتخار على أن كل المنتجات المعروضة مصنوعة في مصنع خنشلة بنسبة إدماج 100%، و"هو ما يدهش الكثير من المواطنين الزائرين للمعرض"، مثلما أكده محدثنا، وذلك بالنظر لنوعية المنتوج وتصميمه الدقيق، وهو مستوى تحكم عال تم التوصل إليه بفضل سواعد جزائرية من خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس العسكرية منذ 1990 من الوجود بالنسبة لهذه المؤسسة، وذلك – كما قال الرائد بوهيدل – "بفضل توجيهات القيادة العليا والعامل البشري"، معتبرا أن ذلك يعد "مصدر فخر لنا كمؤسسة عسكرية لأننا نوفر لوحداتنا العسكرية منتوجا وطنيا يغنينا عن الاستيراد".
وبخصوص التكنولوجيات المستخدمة، أكد أنها من آخر طراز، خاصا بالذكر تكنولوجيات التحكم الرقمي وكذا سلاسل المعالجة التي تعزز مقاومة الأسلحة وتكنولوجيا الحقن بالمواد المركبة التي تستعمل في استبدال الأجزاء الخشبية للسلاح وتكنولوجيا الحقن بالمعادن الجد متطورة والمستخدمة حصرا في مصنع خنشلة على المستوى الوطني.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)