الجزائر

صنعة "الخياط" تسير نحو الزوال



* email
* facebook
* a href="https://twitter.com/home'status=صنعة "الخياط" تسير نحو الزوالhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/73139" class="popup" twitter
* a href="https://www.linkedin.com/shareArticle'mini=true&url=https://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/73139&title=صنعة "الخياط" تسير نحو الزوال" class="popup" linkedin
تعرف صنعة الخياط في اللباس التقليدي الرجالي تراجعا كبيرا، حسب محمد لدزر، خياط مختص في اللباس التقليدي الرجالي من ولاية المدية، الأمر الذي أثر على تراث الولاية في هذا المجال كموروث.
أشار الخياط لدزر في حديثه مع "المساء"، على هامش مشاركته في التظاهرة الثقافية التي احتضنها مؤخرا، قصر "رياس البحر" بالعاصمة، وبادر إلى تنظيمها المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بولاية المدية، إلى أن الرجل في ولاية المدية، لم تعد تستهويه الألبسة التقليدية التي أصبحت محصورة في كبار السن، حيث لم يعد هناك إقبال على طلب البرنوس والقندورة العربية والسروال المدور والصدرية من شباب اليوم، إلا في بعض المناسبات، كالأعراس، وفي غياب هذه المناسبات، تم التخلي عن هذا النوع من الألبسة الرجالية، مما دفع بالخياطين اليدويين في مجال اللباس الرجالي إلى التخلي عن هذه الصنعة.
من بين الألبسة التقليدية الرجالية التي جعلت بعض الخياطين يتمسكون بصنعتهم، "القشابة" التي على خلاف باقي الألبسة التقليدية الرجالية في ولاية المدية، تعرف إقبالا كبيرا عليها من كل الشرائح العمرية، خاصة في موسم الشتاء.
حسب محدثنا، فإن ولاية المدية وبعدما كانت تشتهر بخياطين محترفين في مجال اللباس التقليدي الرجالي، يزيد تعدادهم عن العشرين حرفيا، أصبح عدد الخياطين يعد على الأصابع، مشيرا إلى أن ما جعل صنعة الخياط تتراجع في مجال اللباس الرجالي التقليدي، عزوف الشباب عن تعلم الخياطة التقليدية اليدوية، لأنها عمل يدوي متعب، حيث يتم تفصيل وخياطة "القشابة" بكل ما تتطلبه من تفاصيل ممثلة في تحضير "برشمال"، أو الحاشية التي تزين بها القشابة، وهو أمر متعب وشاق يرفضون الصبر له.
من جهة أخرى، أوضح الخياط محمد أن ما جعل اللباس التقليدي الرجالي يتراجع أيضا، وأثر على مهنة الخياط، تخلي النساء عن نسج الأقمشة التي تعد منها الألبسة التقليدية، سواء كانت من مادة وبر الجمال أو الماشية، ويقول "الأمر الذي جعلنا كخياطين نقتني القشابة في شكل قماش من ولاية الجلفة، المشهورة بهذا اللباس التقليدي، ومن ثمة نقوم بتفصيله وخياطته. وإبراز مختلف الخصائص التي تميز اللباس التقليدي لرجل المدية عن غيره"، مشيرا في السياق، إلى أن قشابة المدية تتميز بكونها عريضة وتحضر لها الحاشية أو ما يسمى ب«البرشمال"، الذي يعد من الحرير ويصنع يدويا، ولا تستخدم فيها مطلقا الماكنة.
مهنة الخياط في اللباس التقليدي الرجالي تسير، حسب الخياط محمد، في طريق الاندثار، وتحتاج إلى الاهتمام بهذه الصنعة، بتحفيز الشباب على تعلمها وامتهانها، من خلال إدراجها بمراكز التكوين المهني، خاصة أن الخياط لعب دورا هاما في الحفاظ على الموروث التقليدي، ممثلا في اللباس الرجالي الذي يعكس تراث المنطقة وهويتها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)