الجزائر

صناعة الخراب



صناعة الخراب
المبادئ التي تم بموجبها تأسيس هيأة الأمم المتحدة لم تتغير على الورق والوثائق، وما زالت المصطلحات الورقية رنانة وجميلة بل تحولت إلى "بريستيج" يمارس به أي رئيس لهذه الهيأة مهامه "التأسفية" كظاهرة صوتية لا تغير من واقع الشعوب شيئا، وفي بعض الأحيان تغير واقعها من سيء إلى أسوأ و لنا في العراق مثال واضح بعد أن تحول من حضارة ما بين النهرين إلى خراب ما بينهما كل ذلك تم برعاية أممية، واليوم هيأة صناعة الخراب تمارس نفس الدور في سوريا وفي اليمن وفي بورما و أفغانستان وكل البلاد المسلمة، وكأنها خلقت لترعى الخراب في هذه البلدان، وحين يتعلق الأمر بالمسلمين السنة تصبح الأمم المتحدة ولي حميم لإيران، وتصبح طهران الصاحب الأمين للشيطان الأكبر لا لسبب سوى أن خراب بيوت المسلمين يسعد العالم الجديد، و حضارة الأندلس لا يجب أن تعود وعهد الرفق بالأسرى وشرف الحروب ولى، ويجب على التاريخ أن يصاب بالزهايمر حتى ينسى العالم كيف تحول رعاة الغنم الى رعاة أمم، لهذا يجب أن ترعى الأمم المتحدة صناعة الخراب في بغداد والشام ومأرب وصنعاء وجزيرة العرب وبلاد الشمال الأفريقي لأن التاريخ أشرق من هناك حين كان سكان باريس يفطرون على الفئران ويتعشون على الجرذان،وكانت الأندلس تنعم بهندسة المعمار الحديث ولندن غارقة في إيجاد آلية لتصريف مياه المجاري، والولايات المتحدة لم تكن موجودة بعد، لهذا و غير هذا لا بد من صناعة الخراب في بلاد الحضارة، حتى لا يُبعث الملك نبوخذ نصر ويعيد حكاية الأسر البابلي لليهود، و قطع الطريق على الفاروق في بغداد حتى لا يطفئ نار الفرس و وعرقلته في الشام حتى لا يصل إلى الروم، ولا بد لحنبعل في شمال افريقيا أن لا يلتفت الى روما و لا يعيد معركة كاناي التي قضى فيها على أكبر جيش في الأرض وكاد يمحو روما من على وجه البسيطة،رغم ذلك طائر الفينيق يولد من الرماد وسيولد كل هؤلاء من الخراب في يوم آت حين يتعافى التاريخ من الزهايمر .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)