الجزائر

صفحات الجرائد تتحمل السجال الكبير والقصف الثقيل المناظرة السياسية.. مصطلح ديمقراطي غائب في الجزائر



الأحزاب السياسية :"اسألوا مهل عنده الخبر اليقين عن المناظرات السياسية في التلفزيون"   تكاد المناظرات السياسية بين التشكيلات السياسية ذات المشارب المختلفة تنعدم في الجزائر رغم شغف المواطن بها وولعه بمتابعتها، حتى عندما يتعلق الأمر بسياسيين في الخارج لا يمتون له بصلة، ورغم نجاح بعض التجارب المحتشمة جدا بــ "تلفزتنا الموقرة" نجد سياسيينا يقصفون بعضهم البعض بالثقيل على صفحات الجرائد دون أن يتجادلوا وجها لوجه بالحجة واليقين. تساءل الكثير من الجزائريين بعد إعلان الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون،  استعدادها لمناظرة أي تيار سياسي في الجزائر بمن فيهم الإسلاميين خلال أهم فترة تعيشها الجزائر قبل أشهر معدودة من التشريعيات في كنف الإصلاحات الجديدة، خاصة مع ما تعيشه العديد من الدول العربية، جراء ما يعرف بثورات "الربيع العربي"، عن غياب مناظرات سياسية على شاشتنا، الذين أصبحوا يطلبون أكثر مما تنقله صفحات الجرائد وبعض البرامج الإذاعية من اتهامات "دسمة" بين مختلف التشكيلات السياسية، التي أصبح الشغل الشاغل للكثير منها "الرد على التصريحات المضادة" بدلا من التركيز على برامجها وإثرائها بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة.. وقبلها استبشر  رجال الإعلام خيرا بدعوة زعيم التقويميين في الحزب العتيد، صالح كوجيل، الأمين العام، عبد العزيز بلخادم إلى مناظرة بحضور وسائل الإعلام بما فيها الثقيل لمناقشة الأفكار "مادامت الجلسات المغلقة وحوار الصالونات لا يسمن و لا يغني من جوع"، لكن بقيت الدعوات لحد الآن مجرد كلام.. والغريب أنه حتى الأحزاب التي تنادي بالحوار وتناضل لترسيخ التقاليد الديمقراطية في الجزائر سجلها فارغ من المقارعات السياسية، ما يطرح السؤال عن أسباب غيابها، رغم المكانة الكبيرة التي تحظى بها عند الجزائريين الذين تستهويهم كثيرا المناظرات السياسية التلفزيونية لكبار السياسيين الغربيين خلال الحملات الانتخابية. ورغم أن بعض المتتبعين يوعزونها إلى حداثة التجربة الديمقراطية في البلد، لأن الجزائر كما يقول القاضي الأول في البلاد "مازالت في مرحلة تربص" غير أن هذا الطرح يرفضه آخرون، لأن المناظرات السياسية غير مرتبطة بعمر التجربة الديمقراطية والأكثر أن بناء الديمقراطية لا يتأتى إلا بترسيخ تقليد ما أحوج الساحة الجزائرية إليه. ليطرح السؤال بجدية: من يتحمل مسؤولية غياب المناظرات في الجزائر؟ هل التشكيلات السياسية التي لا تبالي بها أم أن التلفزيون من يغلق أبوابه في وجه الراغبين؟  نقلنا الانشغال في البداية  لبعض الأحزاب السياسية المتباينة في الايديولوجية، باعتبارها المعني الأول للوقوف على حقيقة غيابها في مناظرات تدافع فيها عن أفكارها. الآفلان.. "الصندوق هو الحوار الوحيد ولا نؤمن بحديث الطرشان" أفاد المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التحرير الوطني، قاسة عيسي، في تصريح لــ "الفجر" أن الحزب العتيد لا يمانع في مناظرات سياسية مع مختلف التيارات السياسية لكن شريطة أن يكون الحوار هادفا وبناء، لأنه "لا يؤمن بحوار الطرشان"، وبدلا من الدخول في  مهاترات ومزايدات إعلامية يفضل أن يكون الصندوق هو لغة الحوار الوحيد. وأضاف عيسي أن بعض الأحزاب في الجزائر تنادي لمناظرات "رغم أننا لا نعرف إلا الرجل الأول فيها وأتحدى حتى رجال الإعلام أن يذكروا لي بعض القيادات الأخرى فيها" وهذا ما يفقد المناظرة السياسية قيمتها. وحمل المكلف بالإعلام في الآفلان، وزير الإعلام والاتصال، ناصر مهل، مسؤولية غياب برامج تلفزيونية تعني بالمناظرات السياسية، مقرا في ذات السياق، أن الموجود منها حاليا غير كاف،  وبخصوص ما تتناقله صفحات الجرائد حول تبادل الاتهامات بين الأحزاب السياسية التي رسخت لتقليد جديد يشبه المناظرات السياسية غير المباشرة، أضاف ذات المتحدث أن وسائل الإعلام يهتمون بهذه الأمور كثيرا على حساب نقل أفكار الأحزاب وبرامجهم، خاصة وأن بعض الأحزاب التي لا تملك برنامجا أصبح شغلها الشاغل متابعة  الأحزاب العريقة والرد عليها لاستقطاب الإعلام "بعض الأحزاب أصبح همها الوحيد اليوم التكالب على حزب جبهة التحرير الوطني والتحالف الرئاسي لخلق خطاب يعوض غياب برامجهم"، والأكثر أن بعض الصحف أصبحت تتبنى إيديولوجية بعض الأحزاب بالنظر إلى لغة الكتابة وكثافة التغطيات. حمس.. "ما أحوجنا للمناظرات في زمن الإصلاحات، لكن التلفزيون .." قال رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، إن التلفزيون الجزائري مازال تلفزيون إدارة لا يقدم خدمة عمومية، رغم أن الفترة الراهنة تقتضي التكثيف من المناظرات السياسية لمناقشة الإصلاحات وتبادل الأفكار، مضيفا أن التلفزيون الجزائري يفتح أبوابه فقط  للطبقة السياسية  والمجتمع المدني في الوقت الذي يحتاجه في حين يغلقه في وجه الباقي.   وأفاد سلطاني أن حركته مستعدة لمقارعة أي تيار سياسي في الجزائر عبر مختلف وسائل الإعلام، وقتما  شاء، خاصة وأن ملفات على قدر كبير من الأهمية يتوجب إعطاءها حقها من النقاش البناء لإثرائها وتجاوز القصور الذي قد يعتريها. وقال سلطاني أن أجواء الإصلاح وفتح السمعي البصري توجب إعطاء الأولوية لطرح الأحزاب السياسية لبرامجها ومناقشة أربعة مواضيع مهمة، الحريات، الشفافية، الشفافية والمرأة والعلاقات الخارجية.  وأكد سلطاني في اتصال مع "الفجر" أن التقاليد السياسية في الجزائر لم تدرج في تعاطيها مع الساحة السياسية الجزائرية هذا الأسلوب من الحوار رغم أهميته. حزب العمال.. "المناظرات السياسية ميزان لقدرة التأثير" جاهرت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، منذ أيام رغبتها في مناظرة أي تيار سياسي، خاصة الإسلاميين منهم ممن أعاد لهم نجاح إخوانهم ببلدان ما يعرف بــ "ثورات الربيع العربي" الأمل في قيادة البلاد والعباد، ما اعتبرها الكثيرون نقطة تحسب لها وعلى ثقتها ببرنامجها. وفي الموضوع، يقول الناطق الرسمي لحزب العمال، جلول جودي، لــ "لفجر" إنه يتوجب على وسائل الإعلام الثقيل مواكبة النقاش السياسي في إطار لغة الحوار وتمكين الجميع من حقهم في إبداء آرائهم وأفكارهم، خاصة أن البرامج الموجودة حاليا غير كافية، مضيفا أن المناظرة السياسية من أهم التقاليد الديمقراطية التي تساعد        الجزائريين على الفرز بين برامج الأحزاب السياسية لاختيار الأفضل منها، كما تساعد الأحزاب السياسية على شرح أفكارها وبلورتها، لكن تقتصر خرجات الأحزاب السياسية في الوقت الراهن على الحملات الانتخابية. وأوضح جودي بأن حزبه ينادي على مدار السنة بفتح أبواب الحوار لإثراء النقاش حتى لا نقع في "المناسباتية". فاطمة الزهراء حمادي / حسيبة بولجنت     


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)