الجزائر

صرخة معاق يعاني قسوة تهميشه


صرخة معاق يعاني قسوة تهميشه
إلتقته «الشعب» في وسيلة نقل، مسافرا من «القطب الحضري» إلى حي «تاكبوا» لعاصمة التيتري، أين كان متوجها إلى مقر عمله السابق بوكالة صندوق الضمان والحماية الاجتماعية، فتح قلبه لنا و قاسمنا معاناته اليومية كمعاق، وألمه من ظروف قاسية وقاهرة...اخبرنا أحمد سلاني (48 سنة) متزوج، و أب لأربعة أولاد من بلدية «بني سليمان» شرق ولاية المدية، عاجز بنسبة 100 بالمئة، وأنه كان يعمل قبل إصابته بالعمى كمصفي في إحدى الشركات، ولكن إصابته بضعف النظر، أجبرته على التحول إلى مكتب موزع الهاتف، لينتهي به المطاف إلى عطلة مرضية مفتوحة بأمر من القضاء.تنهد احمد سلاني مواصلا حديثة إلى «الشعب» وهو يتكئ على عصاه المهترئة التي أصبحت مع مرور الوقت رفيقه الوفي الذي يدله على الطريق الآمن قائلا: « اتقاني للغة الفرنسية سمح لي بتدريسها لسنتين لألتحق بعد ذلك بصندوق الضمان والحماية الاجتماعية إلى غاية سنة 1989 أين تعرضت لهذه الإعاقة بسبب المجهود الكبير الذي بذلته في عملي»، سلك جميع السبل الممكنة لإعادة بصره ولكن يد القدر كانت أقوى من أي طبيب فحصه وهكذا أصبح بدون سابق إنذار إلى رجل ضرير.هذه الحياة الجديدة حوّلته من إنسان طبيعي إلى شخص يجد الكثير من الصعوبات والمضايقات، فأينما ارتحل يصده المجتمع بكل قوة ويرفض انتماءه إليه، واصفا إياه بالأعمى العاجز، بل وصل بالبعض إلى الاستهانة حتى بحقوقه كإنسان، ففي شهر رمضان الفارط دهسه شخص بسيارته وكاد يتسبب في إعاقة حركية في جزئه السفلي، ولكنه لم يعتذر حتى لأحمد سلاني بل أهانه وأذله وحمّله مسؤولية الحادث متحججا بكون سلاني شخص ضرير، الأمر الذي جعل هذا الأخير يصاب بحالة من الهستيريا والقلق. المآسي التي يتعرض لها في حياته اليومية كضرير، لم تمنع وجود الأمل فيها، زوجة احمد سلاني التي ربطته بها حياة جمعتهما معا لأكثر من 30سنة بقيت وفية له رغم التغييرات الكبيرة التي حدثت في حياتهما، وكما كانت معه وهو شاب موفور الصحة قبلت البقاء معه عندما انقطع النور عن عينيه. الصرخة التي أرسلها أحمد سلاني عبر صفحات «الشعب» ناشد فيها السلطات المحلية لإيوائه في سكن لائق لعائلته وتوفير منصب عمل دائم لابنه الذي تلقى تكوينا في الكهرباء يضمن لهم حياة كريمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)