الجزائر

صرخة رونالدو وبدلة ميسي ...لا مكان للارتجال وسوء الاختيار



صرخة رونالدو وبدلة ميسي ...لا مكان للارتجال وسوء الاختيار
لم يكن مفاجئاً ولا مثيراً للجدل فوز النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والذي يقدمها الاتحاد الدولي شراكة مع مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، لكن صرخته الأخيرة أثناء تسلمه الجائزة لم تكن كذلك ، وهو حال بدلة ليونيل ميسي ذات اللون العنابي التي تحدث عنها الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بل وسخروا منها في استمرارية للسخرية من بدلاته السابقة ذات الأشكال الغريبة في الاحتفالات السابقة للكرات الذهبية .قد يرى الكثيرون في حركة رونالدو تظاهراً وغروراً بل و"زناخة" حتى كما يحلو لسكان الأردن وفلسطين تسميتها،كما قد يرى الكثيرون في ارتداء ميسي لألوان فاقعة وغريبة سوء اختيار ومدعاة للسخرية هو بغنى عنها خاصة في ظل عدم تقديمه للأداء المطلوب مع برشلونة. لكن بواطن الأمور غير ظواهرها خاصة إن عرفنا أن بدلة ميسي الحالية وسابقاتها بحاجة لحجز مسبق لدى الشركة الراعية (دولتشي أند غابانا) حيث أنها غير متوفرة إلّا حسب الطلب ويبلغ ثمنها على الأقل عشرة آلاف دولار وذلك بحسب مصادر خاصة من دويتشي أن غابانا نفسها، وأن عدد التغريدات التي ذكرت رونالدو لحظة إعلان فوزه بالكرة الذهبية 146 ألف تغريدة في الدقيقة مابين إعلان فوز وسخرية سريعة على صرخته لنعرف أن الأمر لا يمكن أن يكون مرتجلاً واختيار ألوان البدلة لا ينم عن قلة ذوق.رونالدو وميسي عبارة عن ظواهر في عالم كرة القدم من حيث المستوى الفني ، وقد تزامن بزوغ نجمهم مع فورة وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي مما جعل شهرتهم تفوق أي تصور، وعدم استغلال الشركات العملاقة في عالم الاقتصاد والتجارة لهذا الأمر يعتبر غباءً صرفاً، ومن الضروري ضمان استمرارية الحديث عن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو طوال الوقت في الأحداث الكبيرة سواء بطريقة أم بأخرى عبر وسائل الإعلام التواصل الاجتماعي خاصة إن خف الاهتمام بأحدهما لسبب أو لآخر وتسلطت الأضواء على شيء آخر ، ومن هنا جاء حديث ميسي في المؤتمر الصحفي عن عدم معرفته إن كان سيتواجد في برشلونة الموسم القادم (ليعود وينفيها كالعادة فيما بعد) وعلى هذا الأساس جاءت ألوان البدلة التي لم تكن غريبة كالمرات السابقة لكن السوابق هي التي أدت للسخرية أكثر من الألوان. لكن بجميع الحالات فإن العملية صبّت في مصلحة الشركة الراعية حيث أن الحديث عنها لم ينتهي حتى الآن وهذا أمر له قيمته في العمليات التجارية والدليل المعلومة التي ذكرناها سابقاً .أيضاً صرخة رونالدو تصب في نفس السياق وإن كان بطريقة أخرى حيث أن الهدف زيادة التفاعل مع حدث فوز رونالدو وجعله يبلغ مستويات غير مسبوقة لأن توقعات الفوز قد تقلل من نسب التفاعل هذه، وأما بعد الصرخة فبات هناك حدث آخر ليتم التفاعل معه بالإضافة للفوز ، على الأقل من جانب كارهي رونالدو الذين سخروا منه بشدة وهو ما جعل الحديث عنه يبلغ مستويات قياسية لها قيمتها بالنسبة للعلامات التجارية التي يمثلها.ليست المرة الأولى التي يسعى كل منهما فيها لجذب الأنظار ، فقد سبق أن فعلها رونالدو خلال نهائي الأبطال في الموسم الفائت والذي لم يقدمه فيه هذا اللاعب المستوى المأمول، فكان أن نزع قميصه بعد ركلة الجزاء وصرخ بأسلوب غريب أيضاً لتنتشر هذه الحركة كالنار في الهشيم منتزعاً الأضواء من بيل وراموس ومارسيلو وغيرهم رغ أنه سجل من ركلة جزاء وحسب ...وإن كانت شخصية ميسي الخجولة لا تسمح له بالقيام بحركات قد تبدو استفزازية، فإنه يقوم بأشياء أخرى تتناسب وهدوءه سواء عبر إعلان أو حركة هادئة بعد هدف ما أو خبر مسرّب أو غيره خاصة أخبار رحيله عن برشلونة والتي تعتبر سلاحاً هاماً يحرّكه متى يريد...وبالتالي يمكن القول بضمير مرتاح أن لا الصرخة كانت مرتجلة ولا ألوان البدلة كانت عشوائية .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)