الجزائر

صرح شامخ عمره 115 سنة يتحوّل إلى ركام



صرح شامخ عمره 115 سنة يتحوّل إلى ركام
وضعية كارثية تلك التي يشهدها قصر "بيرا" الواقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 7 الرابط بين ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان وبالتحديد عند مدخل بلدية سيدي لحسن بالمكان المسمى طريق "بوسن"، فالمار عبر هذا الطريق يلفت انتباهه بناية مهجورة على شكل أطلال مقامة على مكان مرتفع تدل على أنها شاهد على مراحل تاريخية مرت بها،فإذا بك تجد نفسك مضطرا للتوقف و الولوج إلى ما تبقى من القصر فتلاحظ على تشييد جدرانه و الرسومات الموجودة بها لمسة فنية في البناء لم تعد موجودة في الوقت الراهن، و حدثنا من يعلمون تاريخه من قاطنة البناءات الفوضوية المحيطة به أنه كان قصرا جميلا جدا مرتبط ب 3 هكتارات من الأشجار المثمرة المحيطة به بناه أحد المعمرين الفرنسيين سنة 1900 و كان يقضي فيه عطلة الصيف هو وزوجته و ابنته.فمنذ تشييد هذا القصر الذي كان فخما في يوم من الأيام لم يستفد من أية عملية ترميم أو صيانة فأصبح مهجورا وعرضة للإهمال والتسيب فهو جسيم حسبما تشير إليه الصور التي تبين مدى اهترائة والدرجة المتقدمة التي وصل إليها من الانهيار،وحسب بعض شهادات المواطنين فان بعض العائلات قامت باقتحامه منذ سنوات عدة لكن السلطات المحلية قامت باخلائة دون أن تتخذ قرار بإعادة الاعتبار إليه والاستفادة من خدماته،وراحت شهادات أخرى تحكي عن نية أحد رجال الأعمال بسيدي بلعباس في تحويله إلى مستشفى وقام بزيارة الموقع مرارا وتكرارا ولكن لم يتجسد هذا المشروع الهام على أرض الواقع دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك واللغز المحير من وراء إعاقة الوصاية لمثل هذه المشاريع التي تعود على الولاية بالفائدة والمنفعة العامة واللامبالاة بهذا الهيكل التاريخي الذي بات يلفظ آخر أنفاسه بعد أزيد من115 سنة من الإهمال،عكس باقي القصور القديمة الذي أنشأت في حقبة تاريخية ولا تزال تقدم خدمات كبيرة للولاية من خلال استغلالها كمقرات لمؤسسات هامة كبلدية سيدي بلعباس ومديرية الجمارك سابقا ومحكمة سيدي بلعباس ومحافظة جبهة التحرير الوطني الى جانب مدرسة ضباط الصف وبعض المؤسسات التعليمية التي لا تزال تزاول فيها الدراسة كثانوية عزة عبد القادر بوسط المدينة ومدرسة مارسو ب"فيلاج بيرا.هذا ونفس الشهادات كشفت بأن الابنة الوحيدة ل"بيرا" في الخمسينيات من العمر قامت ما يقارب سنتين بزيارة موقع القصر واندهشت للحالة التي آل إليها قصر والدها الذي كان تحفة من تحف العالم في وقت من الأوقات حينما كانت طفلة لا يتعدى سنها ال7 سنوات ولا تزال تتذكر تلك الأيام التي قضتها داخل هذا القصر وبالطبيعة الخلابة التي كانت تحيط به والمسبح الذي كان بجواره،لتجد هيكلا محطما عن آخره ولم يبق منه سوى الجدران المتآكلة والحجارة المتناثرة...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)