صادقنا على 3800 ملف في انتظار مرسوم علاقات العمل

كشف السيد عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب ل"المساء"، عن مصادقة المجلس على 3800 ملف خاص بالاعتراف بالفنان بعد استفادته من الضمان الاجتماعي، وهذا من ضمن 5 آلاف ملف تمّ استلامه إلى اللحظة، ويتم ذلك في إطار التأسيس لقانون الفنان الذي عرف لحد الآن صدور مرسوم خاص باستفادة الفنانين من الحماية الاجتماعية في انتظار صدور مرسوم ثان حول علاقات العمل في المحيط الفني وثالث حول الحالات الخاصة للفنان.❊ ماذا قدّم المجلس الذي فعّل دوره في 2011، لغاية اللحظة؟— تأسّس المجلس الوطني للفنون والآداب بغية الاعتراف بالفن كمهنة وكذا بحقوق الفنان وبالحالات الخاصة التي تحكمه، فلا يمكن أن تسيّر حياة الفنان وفق القوانين العادية مثله مثل الآخرين لأنه حالة خاصة، ولهذا بدأنا العمل في أفريل من سنة 2012 بعد أن صدر المرسوم الخاص بالمجلس في الجريدة الرسمية في جوان 2011، وتمّ تنصيب أعضاء المجلس الثلاثة عشر، والمتكوّن من عضوين ممثلين لوزارتيّ الثقافة والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي وفنانين ومثقفين من مختلف الشرائح وحدّدت صلاحية عهدتهم بثلاث سنوات، ومنذ شهر جوان الماضي تم تجديد عهدة المجلس مع تغيير في الأعضاء إلا عضوين والرئيس.أما وظيفة المجلس الأولى، فتتمثّل في وضع قانون الفنان من خلال إصدار مراسيم تمس الفنان، فبدأنا بالأمر الاستعجالي والمتمثل في توفير الضمان الاجتماعي للفنان، من خلال تشكيل مرسوم صدر في الجريدة الرسمية في فيفري 2014، وهنا يجب على الفنان أن يقدّم ملفا للمجلس، وبعد قبول ملفه، يتحصّل على حق الضمان الاجتماعي، أي على بطاقة الشفاء وحق منحة التقاعد، كما تم تسليم أول بطاقة في فيفري 2014، أي أن هذه الخطوة تجسّدت وأصبحت حقيقة.❊ هل حدث أن تم رفض ملف فنان ما؟— نعم كثير ما يحدث ذلك، فلحد الآن، استقبل المجلس 5 آلاف ملف، ولم توافق لجنة المصادقة إلاّ على 3800 ملف بحجج مختلفة، مثلا بسبب ضعف الملفات أو التي لا تتوفر على براهين كافية لإثبات أن ذلك الشخص، فنان فعلا، ويمكن أن تطلب من صاحب الملف، تزويدها بوثائق معينة.❊ بعد الضمان الاجتماعي، ما هي الخطوة الثانية؟— نقوم حاليا بوضع سجل فني وطني، أي نحصي عدد الفنانين وكذا كلّ ما له علاقة بالثقافة، مثل عدد دور الثقافة وكذا الفضاءات الحاضنة للنشاط الثقافي، أي نقوم بتأسيس خريطة فنية جزائرية، وسيكون المرسوم الثاني حول علاقات العمل الخاصة بالفنان. فكما أسلفت الذكر، الفنان حالة خاصة، ويجب أن تحكم فيه علاقات عمل خاصة أيضا، مثلا كيف يستعمل الفنان العقد في معاملاته مع الآخر، بما أن العقد هو العمود الفقري بالنسبة لهيكل إدارة الفنان، مثلا كيف يتعامل مغني مع صاحب العرس، كيف يمكن فك النزاع بينهما؟ كيف يدفع هذا الفنان الضرائب؟، متى يستلزمه الاستعانة بمحام... كما يجب أن يستفيد الفنان من التشخيص الضريبي، وإمكانية استعمال فاتورة مثلا، وكذا الختم والتوقيع الخاص.❊ كيف يمكن لفنان عصامي إثبات "فنه"، بحكم أنّه لا يحوز على شهادات؟— يمكن له أن يثبت حضوره فنيا من خلال شهادات من عملوا معه، مثلا بلدية، جمعية، رواق فني، مقال صحفي، صور وغيره، ونحن لا نكذّب الفنان ولكن في حال ثبت لنا خيانته للأمانة فإنّنا نقصيه من حساباتنا إلى الأبد ونسحب منه كلّ المزايا التي يكون قد تحصّل عليها، أما في حال توفّره على دبلوم فسيكون ذلك جيد أيضا، بينما تضم استمارة المعلومات بيانات خاصة بالفنان حتى يسهل علينا إحصاؤه رقميا، كما أنه في حال رفض ملف ما، تكتب اللجنة سبب رفضها خلف ورقة الاستمارات.❊ ماذا لو قبلت اللجنة ملفا ما ورفضته أنت أو العكس؟— لم يحدث أن قبلت اللجنة ملفا ما ورفضته أنا، أما العكس فصحيح، فأحيانا ترفض اللجنة ملفا ما لأنها لا تعرف صاحبه، وحينما أستلم الرفض وأتعرّف على الفنان صاحب الملف، أصادق عليه وهو ما يعتبر قبولا له.❊ ماذا لو تحصل فنان على الضمان الاجتماعي وهو قريب من سن التقاعد، كيف تحسب اشتراكاته؟— لنقل أنّ فنانا في عمر 52 سنة وسن التقاعد حدّد ب 60 سنة، أي أنه سيشارك في صندوق التقاعد لمدة ثماني سنوات وتنقصه سبع سنوات يمكن له شراؤها، وهنا أريد أن أتحدث عن المادة 11 من قانون فيفري 2014، والتي تتعلق بالفنان المسن الذي أثبت وجوده فنيا ولم يعد باستطاعته العمل حاليا وغير مستفد من الضمان الاجتماعي، هنا تقوم الدولة بشراء سنوات اشتراكه الخمسة عشر، رغم أنّ الدولة نادرا ما تصدر قانونا يعود إلى الماضي، بل القوانين تؤسّس للمستقبل، ولكن ما ذنب الفنانين المسنين الذين عملوا بجد في وقت ما ولم يكن هناك أيّ قانون يحميهم؟، ولهذا سيحصلون على تقاعد أي على منحة شهرية وبطاقة "شفاء".❊ هل تمّ تحديد سن التقاعد بالنسبة للفنان، وهل سيحصل جميع الفنانين على نفس المنحة؟— يجري التفكير حاليا في تحديد سن التقاعد للفنانين وسنفصح عن هذا الأمر قريبا، ونفس الشيء بالنسبة للميكانيزمات التي ستحدّد قيمة منحة التقاعد لكلّ فنان، هل سيكون ذلك حسب الفئة التي ينتمي إليها أم حسب غزارة أعماله؟، فلا يجب أن نتسرّع في هذا الأمر لأنّنا نؤسّس لقوانين دائمة وتمس فئة حساسة من المجتمع. وفي نفس السياق، لم تحدّد المادة 11 من قانون فيفري 2014، عمر المسن الذي تقوم الدولة بشراء سنوات اشتراكاته، لأنّ الأمر يتعلق بوزارة المالية التي ستدفع هذه المنح وسيعود هذا الأمر للمجلس الوطني للفنون والآداب.❊ ماذا عن علاقتكم بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بما أنكم تخدمون معا الفنان؟— لا يمكن مقارنتنا بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، لأنّ هذا الأخير يهتم بحماية إبداع الفنان، أي عمله أما نحن فنهتم بالفنان في حدّ ذاته، وبكلّ ما يتعلق به شخصيا، رغم أننا نعتبر انخراط الفنان في هذا الديوان برهانا آخر لمساره الفني، كما أيضا تقوم "لوندا" بتقديم منحة متواضعة للفنانين القدامى كلّ ثلاثة أشهر، أما نحن فنسعى لاستفادته من التقاعد مثله مثل أي عامل جزائري آخر.❊ هل تقومون بحملات تحسيسية لاستقطاب عدد أكبر من الفنانين خاصة في المناطق المعزولة؟— نعم قمت مؤخرا رفقة بعض أعضاء المجلس بزيارة ولاية المدية، وقبلها قمنا بزيارة ولايات أخرى مثل بشار، عنابة، قسنطينة، مستغانم، سطيف وغيرها وقريبا سنحط رحالنا بولاية وهران حيث سنلتقي بفنانين للحديث عن وظائف المجلس.❊ هل تتلقون راتبا شهريا إزاء هذه الخدمات التي تؤدونها في المجلس؟— نعم، ولكن راتبا ضئيلا لا يتعدى 13 ألف دينار شهريا، فيمكن أن نقول بأننا نعمل بالمجان، خاصة أنا، بحكم أنني متواجد في المكتب يوميا، ولا أستدعي أعضاء اللجنة إلاّ حينما يجتمع لديّ عدد مهم من الملفات، وهنا أريد أن أذكر أسماء أعضاء اللجنة وهم هلال زبير، حميدو، قدور نور الدين، العيشور مليكة، طالباوي جميلة، نوال زعتر، كمال رويني، شبياني علي المدعو ماسينيسا، بن زرقة سعيد وبن علال.