شيخ ”جامع الأزهر” من تلمسان : القرآن الكريم ساهم في بناء الحضارة الحديثة بإعجازه العلمي

أوضح الشيخ محمد إبراهيم، وهو أحد علماء ”الأزهر” الشريف بمصر، أن القرآن الكريم ساهم بإعجازه العلمي؛ في بناء الحضارة الحديثة وإثراء الثقافة الإنسانية بذكر ألفاظ ومصطلحات وحقائق علمية لم تكن البشرية على علم بها· وأكد المتحدث خلال محاضرة نشطها سهرة أول أمس بتلمسان في إطار الملتقى السادس لسلسلة ”الدروس المحمدية”، أن هذه الألفاظ والمصطلحات الجديدة أبهرت العلماء والدارسين ولفتت انتباههم إلى الكثير من الحقائق العلمية التي كانت غائبة عن العلماء في القديم بسبب عدم وجود أسباب البحث الملائمة مثل الأجهزة المتطورة الحالية،ودفعتهم إلى البحث والتنقيب من أجل التأكد من صحتها· ومن هذه المصطلحات ساق المحاضر بعض الأمثلة المرتبطة بالفلك ومواقع النجوم وأطوار خلق الإنسان وأسرار الوجود والتوازن البيئي، مشيرا إلى الأسئلة العديدة التي طرحها القرآن الكريم في صيغة تعجيزية وأسلوب بلاغي ”ليشحذ همم المفكرين ويحثهم على التدبر والتأمل في هذه الحقائق واكتشاف أسرارها”· وقال الشيخ محمد إبراهيم إن محاولة الإجابة عن تلك الأسئلة من طرف العلماء والدارسين والغوص في أغوار الكون؛ ساهم في بناء الحضارة البشرية ودفع عجلة البحث وتقدمها·
من ناحية أخرى، تناول أستاذ الفقه وعلوم اللغة ب”الزاوية البلقايدية لسيدي معروف” بوهران الشيخ رشيد بوجمعة في المحاضرة الثانية المبرمجة في السهرة نفسها، موضوع ”الحياة الفكرية بتلمسان في عهد بني زيان”، وأبرز من خلالها مناهج البحث التي اعتمدها الزيانيون في تعليم أبنائهم والوسائل التي سخروها لتحقيق ذلك مثل بناء المدارس الخمسة الشهيرة ”التاشفينية واليعقوبية والخلدونية ومدرسة أولاد الإمام ومنشر الجلد”، التي شكلت لعقود طويلة مراكز إشعاع علمي·
كما تطرق المحاضر إلى مجموعة من الأساتذة والشيوخ الذين درسوا بهذه المراكز أمثال التنسي ويوسف السنوسي وعبد الرحمن بن خلدون وابن مرزوق الجد والحفيد· ويتواصل ملتقى ”الدروس المحمدية” إلى غاية ال 22 أوت الجاري، وهي تظاهرة تنظمها ”الزاوية البلقايدية الهبرية” بمساهمة وزارة الثقافة وبحضور علماء وأساتذة من الجزائر وبلدان إسلامية وأوروبية·