الجزائر

شهادات تاريخية لصانعي الحدث



يستضيف اليوم مقر نادي المجاهدين الكائن قبالة حديقة بورسعيد رموزا ثورية من مجاهدين للإدلاء بشهاداتهم التاريخية عن أحداث إضراب ال 8 أيام بالعاصمة، والذي استغرق من 28 جانفي إلى 4 فيفري 1957، كانوا من صانعيه وعايشوا لحظاته الصعبة جرّاء الوحشية التي أظهرها مظليو ماسو ضد الجزائريين لإجبارهم عن فتح محلاتهم.هذا اليوم يبقى راسخا في ذاكرة كل الأحرار في هذا البلد.. كونه محطة مفصلية في مسيرة الثورة الجزائرية في مقارعة الاحتلال وضربة في الصميم لإعادة حساباته، تجاه ما كان يعتقد بأنه يحوز على زمام المبادرة في الميدان، وهذا غير صحيح وإنما يندرج ذلك ضمن دعايته النفسية للتأثير على الجزائريين الصامدين في وجه الاستعمار رغم كل ما اقترفه من جرائم لا إنسانية ضد هذا الشعب.
وفي قراءة لتفاصيل مجريات هذا الإضراب تبيّن أنه حلقة متينة من حلقات كفاح الجزائريين، الرافض للاستعمار ليعانق نضال المجاهدين في الجبال ويزيدهم عنفوانا وإرادة في مواصلة العهد لتحرير الوطن المحتل مهما كانت التضحيات.. وهذا كله تحت قيادة حكيمة ورشيدة كانت جنبا إلى جنب أفراد هذا الشعب الذين وقفوا الند للند لآلة القتل الإستعمارية التي أرادت وأد هذه الوثبة الثورية في المهد.
وحرصا على التداعيات غير المتوقعة الناجمة عن المناورات الخفية للمصالح النفسية الفرنسية في إلحاق الضرر بالجزائريين تحفّظ مسؤولو لجنة التنسيق والتنفيذ الذين كانوا بالعاصمة على المطالب التي كانت تريد أن يكون الإضراب شهرا أو أقل من ذلك.
وهذا خوفا من أن يسبب ذلك متاعب إضافية للجزائريين، وهذا ما يترجم النداءات الصادرة عن المسؤولين المباشرين على قرار الإضراب المتوجهة إلى الشعب الجزائري والقاضية باتخاذ كل الإحتياطات اللازمة لمواجهة أي طارئ، خاصة نفاد المواد الغذائية المخزّنة، والنقص الحاد في المصاريف.. بالإضافة إلى القمع المتزايد لعصابة من المجرمين والقتلة أمثال ماسو، ترانكيسي، قودار، أوساريس، وبيجار، الذين صعّدوا من ملاحقة المضربين، سواء بتخريب محلاتهم أو اعتقالهم والزجّ بهم في السجن.
أسبوع، كان كافيا بأن يصل صدى صوت الجزائر إلى كامل أصقاع العالم، عشية طرح القضية الجزائرية العادلة على منبر الأمم المتحدة، وبتحقيق هذه الأهداف الداخلية والخارجية سجلت الثورة نقاطا إضافية على الإستعمار.
هذا الإضراب، أخلط أوراق جنرالات فرنسا إلى درجة الهذيان والهيستيريا والدليل على ذلك شروعهم في محاولة كسر الإضراب مهما كان الأمر، وهذا باقتحام المحلاّت وإلقاء القبض على التجّار، لكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا، خاصة عندما أرادوا إلقاء القبض على العقول المدبّرة من قيادات عليا في لجنة التنسيق والتنفيذ، الذين فوتوا الفرصة على هؤلاء، وغادروا العاصمة إلى اتجاهات أخرى.. أمام حيرة وقلق سلطات الاحتلال ..التي لجأت إلى كل الوسائل الجهنمية لمحاولة إفشال الإضراب إلاّ أنها أدركت بأن إدارة هذا الشعب لا تقهر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)