الجزائر

شكري بلعيد.. أولى قطرات النهر


شكري بلعيد.. أولى قطرات النهر
في البدء، نتمنى أن يكون اغتيال المناضل اليساري التونسي شكري بلعيد، آخر اغتيال سياسي في تونس، لأن التجربة علمتنا أن انهار الدم تبدأ بقطرة، والعرب تعلموا من " ديمقراطيتهم" أن رصاصة واحدة لا تكفي !
في الجزائر، وهي التجربة المرة التي أصبح يُؤرخ بها في حكايا وقصص الدم عبر العالم، أذكر جيدا أن شلال الدم الذي تدفق، بدأ بقطرة أيضا، وكان يومها "شكري بلعيد الجزائر"، شرطي برتبة "بريقادي" في مدينة الأخضرية، أغتيل بأبشع طريقة، ومنذ ذلك الحين، بدأ نهر الدم يتدفق، إلى أن وصلنا إلى نهاية القصة التي يعرفها الجميع. طبعا لا أتمنى أن يتكرر السيناريو نفسه في تونس الجريحة برصاص ثورة موؤودة، ولكن كل المعطيات، تشير – للأسف- إلى الاتجاه الخاطئ الذي تتجه نحوه تونس، وهي تتخبط في معركة، لست أدري لماذا يصر الكثير من " الخلاطين" الذين يسمون أنفسهم محللين على حصرها بين التيار الإسلامي والتيار العلماني، ويصورون المشكلة القائمة في هذا البلد المتعطش للديمقراطية الحقيقية كما كل الدول العربية، على أنها مشكلة خلاف بين تيارين، أحدهما يصر على إلباس النظام الحاكم " جلباب" الإسلاماوية، والتيار الآخر يصر على تعريته ليكون ديمقراطيا !
لم يحدث أن كان الإسلام مشكلة، في أي بلد في العالم، ولم يحدث أن كانت الديمقراطية مشكلة في أي بلد أيضا، فلماذا يجعل العرب والمسلمون من الإسلام والديمقراطية سببا لتقاتلهم وتناحرهم، ولماذا لا تحدث مثل هذه الأمور في الغرب، وتظل حكرا على العرب والمسلمين؟ !
عندما نستطيع الإجابة عن هذا السؤال، ومئات الأسئلة التي تنجر عنه، يومها فقط يمكن أن نتحدث عن مجتمعات عربية- إسلامية، يتعايش فيها الكل بتوافقهم واختلافهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)