الجزائر

شبان يسترزقون من بيع البلاستيك



شبان يسترزقون من بيع البلاستيك
يجمعونه من مفارغ النفايات شبان يسترزقون من بيع البلاستيكيبدو أن الشبان باتوا يلهثون وراء مختلف المصادر التي تضمن لهم مدخولا لائقا يحفظ كرامتهم حتى ولو كان الأمر بالاحتكاك بمفارغ النفايات التي باتت هي الأخرى مصدرا للاسترزق بحيث يقومون بجمع كل المواد البلاستيكية من أجل إعادة بيعها كمواد أولية لأصحاب المصانع المختصة في إنتاج البلاستيك وعلى الرغم من صعوبة تلك الحرفة ونظرات الاستغراب التي تلحقهم من طرف الكل إلا أنهم يزاولونها بكل حزم وعزم.نسيمة خباجة يقابلوننا في كل ساعات اليوم وهم بقفازاتهم يداعبون النفايات من أجل الظفر بقارورة أو برميل أو أي إناء من البلاستيك هي حرفة شاقة جدا خاصة وإنها تجبرهم على ملامسة القاذورات طيلة ساعات اليوم والحوم والتنقل عبر الأحياء لجمع البلاستيك عبر الحاويات وهم أيضا يعانون من نظرات الشفقة أحيانا ونظرات الازدراء والاحتقار أحيانا أخرى وكأنهم يرتكبون جرما وليس ممارسة حرفة تجلب لهم أرزاقهم حتى ولو كانت بسيطة خير من مد اليد والتسول أو حتى الكسب باتباع طرق ملتوية أو النصب والاحتيال.اقتربنا من بعض الشبان الذين يمارسون تلك الحرفة بعد أن ضاقت بهم السبل وملوا من البطالة والفقر المدقع فاختاروا أسهل سبيل الذي لا يحتاج إلى وساطة ولا محاباة فاستقبلتهم مفارغ النفايات بصدر رحب ومنهم من قال إنه يستطيع أن يحتك بها لكامل اليوم على أن يحتك ببشر انعدمت الرحمة في قلوبهم وأشاعوا ظلمهم على عباد الله بعد أن استغلوا أبشع استغلال في مهن صعبة شغلوها من ذي قبل. وهو ما عبر به الشاب سفيان في سن 27 سنة قال إنه لم يجد حلا سوى بابتداع تلك الحرفة التي حتى ولو كانت مهينة وتلحقهم النظرات من جرائها والتي تكون تارة نظرات شفقة وأخرى نظرات احتقار إلا أنه يواصل الحرفة دون أي عقدة مادام أنه لا يسطو على رزق أحد وليست عيبا أو حراما وعن ساعات عمله قال إنه يتنقل بين المفارغ من أجل جمع البلاستيك مهما كان نوعه ويستعمل عربته التي لا تفارقه في المهمة وفي آخر اليوم يجمع الكثير من مادة البلاستيك ليعرضها فيما بعد على من يحتاجونها من أصحاب المصانع كمادة أولية وعن السعر قال إنه حسب الميزان وعربة مليئة بالبلاستيك يعادل مدخولها 1000دينار وهو مدخول لا بأس به على حد قوله إلا أن هناك منافسة من طرف من التحقوا بالمهنة ومنهم حتى الكهول والشيوخ بعد التقاعد لكننا نقتسم الكمية بعد جمعها في جو أخوي دون أي عداوة أو مشاكل التي نحن في غنى عنها فنحن بسطاء حسب بساطة المهنة التي نمتهنها بصفة يومية والحمد لله - يقول- ما دهشنا إليه هو تواجد امرأة كانت هي الأخرى تجمع النفايات بإحدى المفارغ بنواحي بئر توتة اقتربنا منها واستفسرناها عن دوافع اقتحامها لتلك الحرفة التي يغلب عليها الجنس الذكوري فقالت إن الحاجة والعوز دفعاها إلى العمل بشركة مختصة في إنتاج البلاستيك وفي مرات يكلفونها بالخروج إلى الميدان من أجل جمع البلاستيك لاستعماله بعد تحويله الأمر الذي يدفعها إلى اللجوء إلى الحاويات مثلها مثل أي شاب من أجل اصطياد البلاستيك وفي سؤالنا هل هي راضية على الحرفة أجابت: ب لا ولو لا الفقر لما مكثت دقيقة بذلك المصنع الدي تعمل به خاصة وأن المهمة لا تليق بجنسها فهي أنثى والميدان هو جد صعب ناهيك عن بعض النظرات التي تلحقها من المارين ومن معارفها من اتهموها أنها أصبحت مسترجلة بعد احتكاكها بالرجال في مهنة رجالية إلا أنها فوضت أمرها لله سبحانه وتعالى وتواصل كسب قوتها وقوت أبنائها. وبذلك أصبحت مهنة جمع البلاستيك من النفايات حرفة لمن لا حرفة له اضطرتهم الأحوال والظروف المادية الصعبة إلى الاندفاع إلى مفارغ النفايات من أجل جمع البلاستيك مكرهين في ظل آفة البطالة وقلة فرص العمل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)