سيمياء الحضور والغياب الصوفي في رباعيات الخيام .. قراءة تأويلية في معجمه الخمري

غاية البحث الغوص في ماهية العلاقة بين الحضور والغياب وجدليتها القارّة في الفكر الصوفي وقد شغلت حيزاً كبيراً من رباعيات الخيام الذي بدا في بعضٍ من نصوصه غائباً عن المحيط/الخلق؛ لكنّه كان حاضراً مع الوجود/الحقّ، والعكس بالعكس؛ إذ إنّ كلّ حاضرٍ غائب، وكلّ غائبٍ حاضر، وإذا ما تضامّت تلك الجدلية في اتخاذها من الخمرة قطب رحاها فإنّها سرعان ما تغدو وسيلة جمالية؛ إذ إنّ تلك الثنائية تخلق إيقاعاً خفيّاً تشعُّ منه مواجيد القلب والعقل لدى الخيام، الذي تمحورت عنده رؤية ذاتية تزيّت بلباس الوعظ تارةً ، وانصهرت بالفيض المعرفي للحقّ تارةً أخرى، وتلك الرؤية قدر كونها حضوراً إلاّ أنّه حضورٌ مغاير للذات، فبدا الخيام وكأنّه غائبٌ لانشغال حسّه بما ورد على ذاته من انتشاء لحُميا الخمر وطلاها بوصفها سيمياءً لتجلٍّ أعظم للنور الأعمّ وهي عرِيّةٌ عن الحركة بمعزلٍ عن نفسها.