الجزائر

سيدي محمد العمالي



العمالي نسبة إلى جبل عمال من قرية فيه، بينها و بين الجزائر مسافة قليلة، و كان من الصالحين و له محبة شديدة في الشيخ الأكبر سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري، رضي الله عنهن و كان من النفر الذين حملوه خفية في ليلة واحدة من زاويته إلى مقامه في الجزائر بعد أن دفن فيها، قدس الله سره، و كفى أنه من خواص هذا القطب الأعظم، و من مقاديمه المحبوبين الذين عمتهم بركته، فكان من أولاد الشيخ حميدة العمالي، وولد ولده سيدي علي العمالي رحمهم الله، و قد ترجمتهما معا جريدة "كوكب افريقية" الغراء التي مديرها الشيخ فونتانة، صاحب المطبعة الكبرى في افريقية، و محلها الجزائر، و محررها العلامة محمود كحول القسنطيني، أدام الله وجوده بقولها:
هو البـــــــــاقي
فالموت تقاد على كفه
جواهر يختار منهـــا الحسان
استأثر رحمة الله منذ أسبوع بالشيخ الفقيه المشارك أبي الحسن السيد علي العمالي المدرس بالمدرسة الثعالبية في الجزائر، و الإمام بالجامع الأعظم بعد أن مضى معظم عمره في الانكباب على العلوم و الإقراء و الإفادة و الإستفادة.
كان رحمه الله لطيف المسامرة حلو المحاضرة، عاكفا على تدريس التصريف بشرح الزنجي، و علم الكلام بمتن الجوهرة، و العقائد السنوية، لود كما وجد بخط والده عليه رحمة الله ضحوة يوم الإثنين بالساعة الحادية عشر من شهر رجب، و هو اليوم الحادي من شهر المذكور من سنة 1266، و في يوم الأربعاء الحادي عشر من ذي القعدة سنة 1274 ختم البقرة، و في محرم سنة اثنين و ثمانين حفظ القرآن و استغل بقراءة العلم، و توفي صيف هذه السنة (1326).
أسف لنعيه سكان الجزائر عموما، فهرعوا لتشييع جنازته زرافات و وحدانا، و كان مشهده مهيبا جدا مشى فيه أهل العلم و رجال الفضل و المجد، و أعيان الجزائر، و أساتذة المدرسية الثعالبية، و حضره مديرها من منزلة بحيسن داي إلى مقبرة ضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الثعالبي، فدفن بمقبرة، اسلافه الأكرمين، و رجع المشيعون يذكرون مآثر و يثنون على غر شمائله، تغمده الله برحمته و أسكنه فسيح جنته، ورزق أولاده وآله عظيم الصبر و الأجر.
و له ولد طيب السيرة و السريرة، جميل الخلق و الخلق، ملازم للجامع الأعظم في الجزائر اسمه محمد، و لولده أولاد أحيا الله ذكر والديهم، و حفظهم من صرف الزمان و ظروفه آمين.
و إفادة للعموم تأتي على ترجمة والده بتصرف نقلا عن الرحلة السماة "ذخيرة الأواخر و الأوائل" تأليف الشيخ أبي محمد سيدي العربي عن علي المشرفي الحسني في حال مروره بالجزائر سنة 1294 فنقول: السيد الجليل العالم النبيل، فريد العصر الوحيد المصر في علم المعقول و المنقول، الشيخ حميدة بن محمد العمالي، جميع أشتات العلوم و أجاز و أجيز، و نال ذلك بدعوة والده ايضا، لشهره صلاحه و كونه من خاصة قطب الصلاح و الفلاح، سيدي محمد بن عبد الرحمن الجرجري الأزهري.
و من شيوخه العلامة المفتي الجزائرو شيخ جماعتها الشيخ سيدي محمد بن الشاهد، و الفقيه المحدث إمام الجامع الأعظم الشيخ سيدي العربي، و الشيخ سيدي محمد بن الكاهية و الشيخ سيدي مصطفى بن الكبابطي، و الشيخ سيدي واعزيز القاضي.
و من تلامذته العلامة الشيخ المدرس بمدرسة التعليم الرسمية السيد محمد القزداري، و سيدي أحمد حفيد سيدي سعيد قدورة، و السيد حسن ابريهمات شيخ المدرسة النظامية، و سيدي محمد بن حمدان بن العطار، و سيدي محمد بن عيسى كاتب دار الإمارة بتونس، و حصل له اجتماع في رحلة بحجة الإسلام سيدي عبد القادر بن يوسف القادري، و له القلم البارع الذي يرعف الدر، و يواقيت الكلام و الرسوخ في الفتاوى و الأحكام، و اشتهر بالفتوى فكان إليه المفزع فيها.
و لديه إجازات من شيوخه في عدة علوم و لا سيما في علم الحديث و صحاح الكتب الستة و "الموطأ" مالك بسند مسلسل و قراءة بحث و تحقيق، كل ذلك السند و سماعن و كل رحاله مالكيون و فقهاء مشهورون مصنفون قرطبيون، أخذ هذه الإجازة من العلامة الشيخ القطب الواضح سيدي محمد صالح البخاري في وفوده للجزائر من مدينة فاس، و له إجازة في الحديث عن شيخه العلامة الإمام القدو سيدي مصطفى بن محمد عرف بالكباطي، عن الشيخ علي بن عبد القادر بن الأمين مفتي الجزائر المتوفى سنة 1236، رواية في البعض و إجازة أخرى في علم الحديث عن خاتمة الحفاظ المحققين الشيخ الحاج حمود بن محمد المقياسي، عن الشيخ الصعيدي، و إجازة في قراءة الرواية عن الشيخ الصالح سيدي أحمد بن الكاهية الجزائري.
و كان المذكور من العلماء العالمين استفاد منه خلق كثير و انتفعو أجاز و أجيز، و ألف و صنف، و من أهم تآليفه مؤلفة في القضاء، و تتبع فصوله و أنواعه، و حلية القاضي و شروط القضاء.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)