الجزائر

سنزود الجزائر بتكنولوجيات غير مسبوقة في المجال الزراعي والموارد المائية


سنزود الجزائر بتكنولوجيات غير مسبوقة في المجال الزراعي والموارد المائية
تعتبر العلاقات بين المجر والجزائر علاقات عريقة تعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث عرف التعاون بين البلدين أزهى فتراته وذلك على أكثر من من صعيد وهي الفترة التي كانت تتواجد خلالها بالجزائر جالية معتبرة من المتعاونين والتقنيين المجريين، الذين قدموا إلى الجزائر للمساهمة في بناء النسيج الصناعي الذي باشرته الجزائر بداية من حصولها على الاستقلال سنة 1962، بحسب ما أكده السيد لوفنت ماغيار، كاتب الدولة المجري للشؤون الخارجية والدبلوماسية الاقتصادية في لقاء صحفي بمقر القنصلية المجرية بالجزائر يوم الأثنين في ختام زيارته الرسمية إلى الجزائر.ماغيار تأسف في بداية تدخله، للتأخر الذي سجلته بلاده في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، التي قال إنها عرفت شيئا من الفتور، بسبب ظروف قاهرة مرّ بها كلا البلدين، حيث عرفت المجر تحولات سياسية كبيرة خلال التسعينيات بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وهذا ما أثر على توجهات السياسة الخارجية، مؤكدا أن بلاده فقدت بسبب ذلك الكثير من الشركاء والأصدقاء ومن بينهم الجزائر. وأضاف، أنه بالمقابل عرفت الجزائر هجمة إرهابية خلال عشر سنوات كاملة، جعلتها تنكب أكثر على مشاكلها الداخلية وكل ذلك أدى إلى تراجع كبير في علاقات بلدينا، قبل أن يستدرك قائلا، إن الأوان لم يفت وأن لدى بلاده إرادة سياسية قوية في استعادة مجد العلاقة بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات، سيّما الزراعية وتسيير الموارد البشرية، مؤكدا أنها انتهجت استراتيجية جديدة تجاه الدول العربية والإسلامية تسمى «سياسة الانفتاح على الشرق». وقال، إن الجزائر تحتل مكانة متميزة في إطار هذه السياسة الجديدة للدولة المجرية، خاصة – أضاف كاتب الدولة المجري للخارجية والدبلوماسية الاقتصادية - أننا لمسنا لدى السلطات الجزائرية استجابة كبيرة تصبّ في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سيّما في المجال الزراعي، البناء والتعمير وكذا الأشغال العمومية، مؤكدا أنه التقى بوزراء القطاعات الثلاثة لدى زيارته إلى الجزائر يومي 04 و05 أكتوبر الجاري واعتبر المحادثات التي تمت بالمثمرة والإيجابية.ماغيار وفي ردّه على سؤال «الشعب»، حول إمكانية نقل التكنولوجيا وحسن التدبير المجري، في إطار هذا التعاون الثنائي، أكد أن بلاده ستزوّد الجزائر بتكنولوجيات غير مسبوقة في مختلف المجالات، من أبرزها الزراعة، تسيير الموارد المائية، السدود، وسائل الاتصال وكذا في تسيير المدن الذكية أو كما تسمى ب «سمارت سيتي».وفي ردّه على سؤال «الشعب» حول تعاطي بلاده مع أزمة اللاجئين السوريين والتي كانت محل انتقاد الكثير من الدول الأوربية والمنظمات الحقوقية، قال ماغيار إن ما تناقلته وسائل الإعلام عن تعامل المجر مع اللاجئين السوريين مبالغ فيه، مؤكدا أن الهدف من إقامة السياج على طول الحدود المجرية ليس هدفه منع دخول اللاجئين السوريين، بقدر ما يهدف إلى دفعهم إلى العبور عبر النقاط المراقبة ليتم إحصاؤهم وتسجيلهم قبل السماح لهم بالاستقرار في الأراضي المجرية، أو مواصلة رحلتهم إلى أوربا وإلى ألمانيا تحديدا، التي يفضل الأغلبية منهم التوجه إليها، مؤكدا أن هناك 300.000 لاجئ عبروا إلى أوربا عبر المجر سنة 2015، مضيفا أن أوربا لا تمتلك أي استراتيجية واضحة لمواجهة تدفق اللاجئين ولكنها تخصص واحدا من المائة من ميزانية الاتحاد الأوربي لذلك.الأكيد، أن هناك إرادة سياسية قوية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم سبل التعاون في مختلف المجالات، إلا أن ذلك يتطلب المزيد من الجهود والعمل لتحقيق تعاون اقتصادي متوازن تعكسه أرقام المبادلات الاقتصادية والتجارية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)