الجزائر

سماسرة العمرة



سماسرة العمرة
يتخبط المئات من المواطنين العائدين من البقاع المقدسة بعد أدائهم لمناسك العمرة في شهر رمضان الفضيل في ظروف كارثية وبعد تخبطهم في مشاكل جمة منها وضعية أماكن الإيواء و بعدها عن الحرم وانعدام الخدمات و الرعاية من قبل بعض الوكالات السياحية التي تحوز على شبكة من السماسرة من يتاجرون بالعمرة و يجعلون من المعتمرين قطعان بشرية تدفع و لا تسأل تتعب و لا تندد. سجينة أباطرة الفيزا وملء الفاليزا بالأورو والذهب المغشوش ولا يمهم أمر زبائنهم و لا ظروف إقامتهم
عدد من الوكالات السياحية المعتمدة تفتقد للمهنية و تختزل مهمتها في توفير وسيلة النقل برا أو جوا و أحيانا بحرا و إسكان الوافدين في أماكن غالبا ما لا تنال رضاهم وخداعهم بكلام معسول عن فنادق قرب الحرمين وعن مرشدين ومرشدات و مرافقين للطواف بالشيوخ والعجائز وخدمات متميزة للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة عن فرق طبية و إرشادية دينية وعود وعهود لجلب اكبر عدد من الزبائن و اصطياد مزيد من الغنائم البشرية و التي تصدق و بكل براءة ما تسمعه من أصحاب أشباه الوكالات و من بعض المرفقين من البزناسية ممن يظهرون الالتزام و التدين بلحاهم الطويلة وقمصانهم القصيرة و يخاطبون زبائنهم بلغة التقوى و البحث عن الثواب وعن تكفل تام بهم بالبقاع المقدسة . كلام جذاب و إشهار كذاب لكن بعد دفع الأجرة و التوجه لأداء العمرة تتغير النغمة لينهض العديد من المعتمرين عن واقع اليم و صور مؤثرة لمسلسل عنوانه * يوميات معتمر بائس * .تجار الأحلام يفسدون العمرة و لا يخافون من دعوة شيخ معتمر مظلوم موجود بمكة و محروم من زيارة الكعبة مسجون بين جدران المرقد و لا حول و لا قوة له بسبب بعد المسافة و حالته الصحية وغياب أصحاب الخدمات المزعومة و بعد دفع الأجرة لا احد يبحث عن الأجر أو الثواب و كل مهتم بنفسه ..شتان بين معتكف عابد يستغل فترة تواجده بالبقاع المقدسة والإكثار من الصلوات و قيام الليل وسمسار منافق يجعل من العمرة رحلة سياحية للبزنسة أو تاجر مهاجر لا يكلف نفسه حتى الصلاة بالمحرم المكي يقضي ايامه بين اسواق الجمالة بجدة و مغازاتها الرفيعة ولا يعني له عبق المكان و سحره أي شيء له أسواقه و مشترياته و لا يفكر إلا في ما ستدر عليه سلعته من فوائد. اللهم اغفر لنا إن أخطأنا..
ع.ع
achiri31000@gmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)