الجزائر

سلال يحمّل النخبة المثقفة مسؤولية خدمة البلاد ويؤكد



سلال يحمّل النخبة المثقفة مسؤولية خدمة البلاد ويؤكد
أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أن الجزائريين صفَّوا نهائيا حساباتهم مع العشرية السوداء وما جاءت به من ألم ودموع، موضحا في هذا الصدد، أنهم حافظوا على استقرار البلاد وقوة مؤسساتها. كما دعا إلى استغلال الظروف المواتية لتحقيق النهضة الاقتصادية للجزائر؛ “لنجعل بلدنا مزدهرا، راقيا بين الأمم في إطار عهد خالد ما بين الأصالة الجزائرية والمعاصرة العالمية”.وعرّج رئيس الجهاز التنفيذي أمام ممثلي المجتمع المدني لولاية تلمسان، أول أمس، على العشرية الصعبة التي مرت بها البلاد، مشيرا إلى أن استتباب السلم والأمن في الجزائر بعد سنوات النار والدم، كان بمثابة معجزة حقيقية قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح في هذا الصدد أن “أعظم ما قام به الرئيس بوتفليقة منذ تولّيه مقاليد الحكم، هو إعادة السلم إلى الجزائر ومصالحة الجزائريين فيما بينهم”، مضيفا أن “مهمة استرجاع الأمن والاستقرار في البلاد لها أبعاد عميقة”؛ كون الرئيس بوتفليقة “لم يقم بهذا العمل فحسب، بل استطاع مصالحة الشعب الجزائري فيما بينه”، وهذا بفضل سياسة الوئام والمصالحة الوطنية.وأضاف في هذا الصدد: “كنا نستحي بالأمس ولا نجرؤ على رفع رؤوسنا، لكن ما قام به الرئيس بوتفليقة مكّن الجزائر من دفع ديونها كاملة، بل أكثر من ذلك، أصبحنا نقرض دولا أخرى”، مشددا على ضرورة أن تتواصل الجزائر مع تاريخها وحضارتها ومع المستقبل، وأنه “مثلما ساندنا رئيس الجمهورية ووقفنا معه بالأمس، فإننا سنواصل مساندته اليوم”.واغتنم الوزير الأول المناسبة للتأكيد على أن كل جزائري له وعي قوي بقيمة المكتسبات التي حققتها الجزائر اليوم، مضيفا: “هذا الوعي يجعل عزمنا أقوى للحفاظ على تلك المكتسبات، وعلى رأسها استقرار واستمرار الدولة الجمهورية، ومواصلة الجهود لتحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي لبلادنا”.من جهة أخرى، أكد الوزير الأول أن الفرص المتاحة أمام الشباب الجزائريين اليوم في العديد من المجالات، “لا مثيل لها” مقارنة بكثير من دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة”، مرجعا الفضل في هذا الصدد إلى “أبناء هذا الوطن ورئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي يثق في الشباب، ويضع فيهم كل آماله؛ لأنهم يمثلون ثروة الجزائر الحقيقية” .وفي المقابل، حمّل السيد سلال النخبة المثقفة مسؤولية خدمة البلاد، داعيا إياهم إلى الانخراط في الشأن العام والعمل الجمعوي وليس فقط الاكتفاء بالنقد، مثلما يفعله البعض وكأنهم يريدون الدفع بالمجتمع نحو اليأس والاستقالة، وعليه أوضح الوزير الأول أن الحضور الميداني للنخب “يشكل ضغطا إيجابيا، من شأنه أن يرفع من مردودية السياسي والمنتخب والإدارة”.وعلى صعيد آخر، أكد الوزير الأول أن السلطات العمومية تهيئ كل شروط وأسباب النجاح؛ قصد تنويع الاقتصاد الجزائري وتوجيه نشاطاته نحو قطاعات الإنتاج والخدمات انطلاقا من أنها ضرورة حتمية.ومن ضمن الشروط والأسباب، سجّل الوزير الأول “الرفض القاطع لأي تفرقة بين القطاعين العام والخاص”، مشيرا إلى أن “المهم بالنسبة لنا هو نجاح المؤسسة الجزائرية وقدرتها على المنافسة وخلق الثروة ومناصب العمل”، في الوقت الذي تمسّك بضرورة تحسين محيط الأعمال وتبسيط الإجراءات والمنظومات القانونية والمصرفية والجبائية”، مع التأكيد على أهمية محاربة البيروقراطية التي وصفها ب “عدو المقاولة والاستثمار”.ولن يتأتى ذلك بالنسبة لرئيس الجهاز التنفيذي إلا بالتخلص من “العقليات البالية، التي تحكم بالفشل المسبق على أي مبادرة، قائلا في هذا السياق: “لسنا الأحسن في الجزائر بين الأمم، ولكني متأكد بأننا لسنا الأسوأ، وعلينا فقط تدارك الوقت الضائع وتصحيح الأخطاء”. على صعيد آخر، أكد الوزير الأول أن قضية مكافحة المخدرات لا تقع على مصالح الأمن والجمارك فقط، بل هي مسؤولية الجميع، مع ضرورة تكاتف الجهود وتعاون المواطنين من أجل وضع حد لهذه الآفة، التي أصبحت مصدر تموين للإرهابيين، مضيفا في هذا الصدد: “لدينا الأدلة على ذلك”. كما تحدّث السيد سلال عن ظاهرة التهريب، لا سيما تهريب البنزين، الذي وصل إلى “مستوى خطير”، مما يستدعي محاربته؛ كون الظاهرة “مطروحة في شرق البلاد أيضا”.من جهة أخرى، أكد رئيس الجهاز التنفيذي أن “مستقبل البلاد مرهون بالتقدم الاقتصادي”، حيث أشار إلى أن “البترول والغاز موجودان، غير أنه لا يمكن الاعتماد عليهما دائما”. وأكد أن “العمل هو الذي يخلق الثروة، وعليه فمن الضروري أن نحرّك وتيرة الإنتاج الاقتصادي والفلاحي والعلمي خلال السنوات المقبلة”.وبخصوص الوضع على الحدود، ذكّر الوزير الأول بوجود مشاكل كثيرة، مشيرا إلى الاضطرابات التي تعرفها منطقة الساحل، وأكد بالمناسبة “حرص الجزائر وسهرها على ضمان استقرارها”.من جانب آخر، أوضح الوزير الأول أن ولاية تلمسان تتوفر على الإمكانات لتنمية الإنتاجات العلمية والثقافية، التي تمكّنها من رفع التحدي والانتقال من مرحلة البحث إلى مرحلة التنمية، مما سيكون له بدون شك أثر إيجابي على اقتصاد البلاد، مضيفا أن جامعة تلمسان “تتوفر على عدة خبراء تحذوهم الإرادة ولديهم بحوث ذات نوعية”، وأنه “يجب فقط تشجيعهم”.وردا على الانشغالات التي طرحها ممثلو المجتمع المدني والمتعلقة بمختلف مجالات النشاطات كالزراعة والأشغال العمومية والبيئة، أوضح السيد سلال أنه “بفضل الإنجازات الكبيرة التي سُجلت في مجال الري، ستتوسع مساحات الأراضي الفلاحية المسقية”.وفيما يخص الأشغال العمومية، أعلن عن “دراسة جارية لإنجاز طريق يربط الغزوات بالطريق السيار شرق - غرب، ومشروع آخر لتوسيع الطريق المؤدي من مغنية إلى مرسى بن مهيدي، الذي يسجل حركة مرور كثيفة جدا، خصوصا خلال موسم الاصطياف”، فضلا عن الانطلاق المقبل لأشغال الطريق السريع للهضاب العليا، الذي سيشمل جنوب ولاية تلمسان.وأشار الوزير الأول إلى دراسة تتعلق بإنجاز محطة بحرية عصرية بالغزوات، توشك على الانتهاء؛ مما سيسمح بضمان تكفّل أحسن بالمسافرين والسياح.مبعوثة “المساء” إلى ولاية تلمسان: مليكة خلاف




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)